الجمعة 22 أغسطس 2025
spot_img

اعتقال لاهور جنكي يشعل صراعاً دموياً بين أبناء طالباني

spot_img

مدينة السليمانية تشهد اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومسلحين، إثر محاولة اعتقال لاهور شيخ جنكي، ابن عم زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني. المواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى واعتقالات، وسط حالة من الاستنفار الأمني في المدينة.

خلافات عائلية

الاشتباكات تعود إلى صراع عائلي طويل الأمد داخل أسرة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني. الصراع تصاعد بعد اتهام بافل طالباني لابن عمه لاهور شيخ جنكي بمحاولة تسميمه، مما أدى إلى انقسام حاد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.

لاهور شيخ جنكي، رئيس حزب الشعب المؤسس عام 2024، كان شريكًا لبافل طالباني في إدارة الاتحاد الوطني الكردستاني قبل إقصائه. الخلافات العميقة بينهما فاقمت الاستقطاب السياسي والاجتماعي في السليمانية.

من هما بافل ولاهور؟

بافل طالباني، المولود في بغداد عام 1973، هو نجل الرئيس الراحل جلال طالباني والرئيس الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني. يسيطر على الملف الأمني والاستخباري في الحزب وجهاز مكافحة الإرهاب.

لاهور شيخ جنكي، المولود في كوية عام 1976، كان يتولى قيادة جهاز أمن المعلومات “زانياري”. شارك مع بافل طالباني في تأسيس الوحدات العسكرية التابعة للحزب ولعبا دورًا في معارك البيشمركة ضد تنظيم داعش.

تفاصيل عملية الاعتقال

بدأت العملية الأمنية بوضع السليمانية في حالة استنفار إثر صدور أمر قبض بحق لاهور شيخ جنكي. بعد رفضه الامتثال، حاصرت قوات الأمن الفندق الذي يقيم فيه، ما أدى إلى مواجهات مسلحة.

أسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 10 آخرين، قبل أن تتمكن قوات الأمن من اعتقال لاهور شيخ جنكي وشقيقيه. قوات الأمن الكردية أغلقت مداخل ومخارج السليمانية خلال المواجهات.

تداعيات الصراع

القيادية السابقة في الاتحاد الوطني، ريزان شيخ دلير، أعربت عن أسفها للأحداث الدامية، مشيرة إلى أن مذكرة القبض لا تبرر استخدام القوة المفرطة. وأكدت على أهمية أن يكون السلاح بيد الدولة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاشتباكات.

مصادر مطلعة لم تستبعد وجود أجندة إقليمية ودولية فاقمت الصراع. قيادي كردي أشار إلى أن الخلاف يعود إلى التنافس بين أبناء العمومة الذين تلقوا تعليمهم في الخارج وأولئك الذين نشأوا مقاتلين في الجبال.

موقف الحكومة

الحكومة الاتحادية أعربت عن أسفها للأحداث، مؤكدة على ضرورة التزام الجهات المختصة بالإجراءات القانونية والقضائية وفقًا للدستور. شددت على أهمية تنفيذ هذه الإجراءات بحيادية وشفافية بعيدًا عن أي مظاهر مسلحة.

كما أكدت الحكومة أن الحفاظ على أمن المواطنين في إقليم كردستان وعموم العراق هو واجب وطني وأخلاقي. وشددت على أنها لن تدخر جهدًا في درء الفتنة وتعزيز السلم المجتمعي.

دعوات للتهدئة

حكومة إقليم كردستان أكدت أهمية سيادة القانون وحماية أمن المواطنين. رئاسة الإقليم شددت على ضرورة معالجة الخلافات في إطار القانون وبعيدًا عن العنف.

بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أعربت عن قلقها إزاء التطورات في السليمانية، ودعت جميع الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تهدد أرواح المدنيين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك