في تطورات متسارعة، تتفاعل الأوساط السورية مع جريمة بشعة استهدفت شابة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، مما أعاد إلى الواجهة ملف اختطاف النساء وأثار موجة من خطاب الكراهية.
تنديد حكومي وشعبي
أدانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، الاعتداء ووصفته بأنه “جرح عميق” يمس المجتمع السوري بأكمله، مؤكدة أن وزارة الداخلية تولي القضية اهتماماً خاصاً وتتابع التحقيقات لكشف ملابساتها.
في السياق ذاته، أعربت مصادر حقوقية عن قلقها لتزايد حالات اختطاف النساء في مناطق مختلفة من سوريا، وخاصة في دمشق وحلب، مشيرة إلى تسجيل خمس حالات اختطاف في دمشق خلال أسبوع واحد فقط في شهر أغسطس الماضي.
تفاصيل الاعتداء في حماة
تعرضت الشابة، البالغة من العمر 23 عاماً والمنحدرة من قرية حورات عمورين، لاعتداء مروع على يد مجموعة اعترضت طريقها أثناء توجهها إلى عملها في مدينة سلحب بريف حماة.
قام الجناة باقتياد الضحية إلى أرض زراعية، حيث اعتدوا عليها بوحشية وتركوها في العراء، قبل أن يتمكن الأهالي من إنقاذها، وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الجريمة نفذها شخصان مسلحان، وسط اتهامات لهما بالانتماء إلى منطقة تقطنها عشائر بدوية.
غضب شعبي وخطاب كراهية
أثارت الحادثة موجة غضب واسعة في منطقة سلحب، حيث اعتبرها الأهالي حلقة في سلسلة من الجرائم المتكررة التي تستهدف نساء من طائفة معينة، مما أدى إلى تأجيج خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن الشابة هي المعيلة الوحيدة لأسرتها الفقيرة.
تحقيقات وشهادات
أفادت مصادر حقوقية بأن الشابة تقدمت ببلاغ إلى مخفر شرطة سلحب، موضحة أن شابين يستقلان آلية زراعية قاما بملاحقتها ورش مادة على وجهها أفقدتها الوعي، وتم تحويلها إلى مستشفى السقيلبية الوطني، حيث أكدت لجنة طبية تعرضها للاعتداء.
مطالبات بالكشف عن الجناة
طالبت المصادر الحقوقية بالكشف عن هوية الجناة في جريمة شابة حورات عمورين، مشددة على ضرورة عدم التستر على هذا النوع من الجرائم ومنع استغلالها في التحريض الطائفي، الأمر الذي قد يدفع الضحايا إلى الإحجام عن التبليغ عن الاعتداءات.
مخاوف من تزايد حالات الاختطاف
حذرت المحامية منال الزعيم، قريبة لسيدة فُقدت في دمشق، من خطورة تزايد حالات اختطاف النساء، مشيرة إلى أن أغلب الحالات تستهدف نساء في سن الإنجاب واللاتي يتحملن مسؤولية رعاية أسرهن.
تفاصيل اختفاء في دمشق
كشفت الزعيم عن تفاصيل اختفاء قريبتها، الأم لطفلين، في شارع الزاهرة الجديدة بدمشق، حيث استقلت سيارة تاكسي واختفت في وضح النهار، معربة عن أسفها لعدم تجاوب الجهات المعنية في البحث عنها.
تحذيرات من التراخي الأمني
أشارت الزعيم إلى تسجيل خمس حالات اختطاف في المنطقة ذاتها خلال أسبوع واحد فقط، محذرة من خطورة استمرار التعاطي الأمني الفاتر والتراخي في متابعة هذه الجرائم على السلم المجتمعي.
مناشدات بالتحقيق العادل
ناشد أهالي قرية حورات عمورين الجهات المعنية بالتحقيق والكشف عن الفاعلين بأسرع وقت ممكن، وطالبوا بعدم توجيه اتهامات لقرية معينة بالجريمة، في إشارة إلى التحريض الطائفي الذي يتجدد مع كل حادثة.
رسالة لوقف التحريض
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أن أهل الشابة حمّلوها رسالة تدعو السوريين إلى وقف التحريض والشحن الطائفي، والتكاتف في مواجهة أي فعل إجرامي يهدد أمن المجتمع.