تفاقم التوتر الحدودي بين باكستان وأفغانستان، الأحد، إثر اشتباكات دامية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وإغلاق المعابر الحدودية الرئيسية، وسط تبادل للاتهامات بالتعدي على السيادة الوطنية.
اشتباكات حدودية دامية
أغلقت باكستان معابر تورخم وشامان الحدودية مع أفغانستان، بعد تبادل مكثف لإطلاق النار بين قوات البلدين، ما أدى إلى تصعيد التوتر الحدودي بين الجارتين.
القيادة الباكستانية أعلنت عن مقتل 23 جنديًا وإصابة 29 آخرين في الاشتباكات، فيما أدانت “الاستفزازات” الأفغانية، مؤكدة على عدم التسامح مع أي تهديد للسيادة الوطنية الباكستانية.
ردود فعل رسمية
شدد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على أن الدفاع عن باكستان لا يقبل المساومة، مطالبًا الحكومة الأفغانية بضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل “العناصر الإرهابية” ضد باكستان.
الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أكد أنه لا مساومة على السيادة الوطنية لباكستان، مشيدًا بالجيش على “رده” على الهجمات.
اتهامات متبادلة
الجيش الباكستاني صرح بأن قواته تصرفت دفاعًا عن النفس، بعد هجوم شنته حركة “طالبان” الأفغانية و”إرهابيون مدعومون من الهند”، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 200 مسلح.
في المقابل، أفاد المتحدث باسم حكومة “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، بأن قواته سيطرت على 25 موقعًا تابعًا للجيش الباكستاني، وقتلت 58 جنديًا وأصابت 30 آخرين.
سيطرة على الحدود
مجاهد أكد أن الوضع على جميع الحدود الرسمية تحت السيطرة الكاملة، وأن الأنشطة “غير القانونية” تم منعها بشكل كبير.
يشار إلى أن الحدود المشتركة بين البلدين، المعروفة باسم خط دوراند، تمتد على طول 2611 كيلومترًا، لكن أفغانستان لم تعترف بها رسميًا قط.
“عمليات انتقامية”
وزارة الدفاع التابعة لحكومة “طالبان” أعلنت عن تنفيذ “عمليات انتقامية وناجحة” على طول الحدود، محذرة من رد “قوي” في حال تكرار “الانتهاكات”.
وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، الموجود في الهند، صرح بأن العملية العسكرية الأفغانية حققت أهدافها، وأن جهود الوساطة أدت إلى وقف النزاع.
مخاوف أممية
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن أسفه إزاء التوترات والمواجهات الحدودية، لما لها من تداعيات على اللاجئين والوضع الإنساني المتدهور.
توتر العلاقات
إسلام آباد تتهم حركة “طالبان” الباكستانية، التي تتلقى تدريبات في أفغانستان، بالتسبب في مقتل المئات من جنودها منذ عام 2021، بينما تنفي كابل هذه الاتهامات، وتتهم إسلام آباد بدعم تنظيم “داعش”.
اتهامات بدعم الإرهاب
أعلنت حركة “طالبان” الباكستانية مسؤوليتها عن هجمات دامية في شمال غربي باكستان، أسفرت عن مقتل 23 شخصًا، ما زاد من حدة التوتر بين البلدين.
تحذيرات متبادلة
حذرت باكستان كابل من تزايد الهجمات التي يتم التخطيط لها انطلاقًا من الأراضي الأفغانية، مؤكدة أنها ستضرب معاقل المسلحين، وهو ما حدث بالفعل.
وزير الدفاع الباكستاني أشار إلى أن جهود إقناع سلطات “طالبان” الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة “طالبان” الباكستانية باءت بالفشل.
انفجارات في كابل
بعد ساعات قليلة، هزت انفجارات العاصمة الأفغانية، رجحت مصادر أنها تستهدف حركة “طالبان” الباكستانية، فيما اتهمت حكومة “طالبان” إسلام آباد بانتهاك سيادة أفغانستان.
تقارب أفغاني هندي
يرى مراقبون أن التقارب بين “طالبان” والهند أثار غضب باكستان، ودفعها للتحرك، خاصة بعد استقبال الهند لوزير الخارجية الأفغاني وإعلانها عن تحويل بعثتها الدبلوماسية في كابل إلى سفارة.