احتيال يستهدف المهاجرين المغاربة في فرنسا: ضحايا الإجراءات المعقدة

احتيال يستهدف الأجانب في فرنسا.. شبكات تستغل صعوبة الإجراءات

تنتشر في فرنسا ممارسات احتيالية تستهدف الأجانب، خاصةً من دول المغرب العربي، الذين يواجهون صعوبات في الإجراءات الإدارية لتسوية أوضاعهم. وتشمل هذه الممارسات “مراكز تدريب” مدفوعة الأجر تعد طالبي اللجوء للمقابلات، ونصائح من “شبه قانونيين” لاستخراج أو تجديد تصاريح الإقامة.

ضحايا في طوابير الانتظار

أمام “حافلة التضامن” التابعة لنقابة المحامين في باريس، اصطفّ مهاجرون من الجزائر وتونس والكاميرون والسلفادور. أربعة محامين يقدمون استشارات مجانية، في محاولة لمساعدة المحتاجين.

أحمد، تونسيّ يعاني من ضعف في اللغة الفرنسية، حضر بحثًا عن معلومات لتسوية وضعه، بدلًا من العمل في السوق السوداء. يحمل أحمد كشوفات رواتبه، كدليل على سنوات عمله في البناء.

“خبراء قانونيون” مزيفون

بعد نصيحة من جمعية، لجأ أحمد للاستشارة بعد أن تعرض للاحتيال. شخص قدم نفسه على أنه “خبير قانوني” ابتزه بمبلغ 700 يورو، دون أن يوضح إمكانية تسوية وضعه.

يقول أحمد: “في كل مرة كنت أراجعه، كان يطلب مستندًا جديدًا ويأخذ 90 يورو”. العامل لم يجرؤ على الاعتراض خوفًا من ترحيله.

تعقيد الإجراءات بوابة للنصب

جمعية “أنتاناك” تؤكد أن هذه الحالات ليست نادرة. مؤسسة الجمعية، إيزابيل كارير، تشير إلى أن المزيد من الأشخاص يقصدونها بسبب “تعقيد الإجراءات”، وأخطاء “محامين عديمي الضمير أو غير ملمين بقانون الهجرة”. مكاتب الخدمات تستغل معاناة المهاجرين بأساليب “غير نزيهة”.

الانتقال إلى الإجراءات الرقمية، والارتفاع الكبير في الطعون، وتشدد معايير التسوية، خلق أرضية خصبة للاحتيال.

إعلانات وهمية ومواعيد مدفوعة

ظهرت إعلانات في المترو والشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي تروج لمكتب يساعد المهاجرين غير الشرعيين في “الإجراءات الفرنسية”.

ساندرا موران، مسؤولة نقابية، تؤكد أن “الحصول على موعد في الإدارة مجاني، لكن مع هذه الجهة يكلف مئات اليوروات”. أحد الأشخاص دفع 2000 يورو مقابل ذلك.

“تيك توك” منصة للمحتالين

على “تيك توك”، يقدم “المدرب هيرفي” نصائح لـ 23 ألف متابع، واعدًا ببطاقة غامضة تتيح “التنقل بحرية دون الخوف من الترحيل”.

الاتصال بهذه الجهة يعرض اشتراكًا بقيمة 365 يورو مقابل “المساعدة في الإجراءات”، مع التهديد بارتفاع السعر إلى 495 يورو في اليوم التالي.

وهم “أكاديمية اللجوء”

حتى لو لم يكن الشخص مؤهلاً لتسوية وضعه عبر العمل، يتم تشجيعه على دفع الاشتراك لإعداد ملف لجوء.

في مجموعة على “واتساب”، تعرض “دورات تدريبية” للعمل كمربيات أو مساعدات منزليات “حتى بدون تصريح إقامة” مقابل مبالغ مالية كبيرة. “أكاديمية اللجوء” تعرض خدمات مقابل 1299 يورو، تشمل “كتابة السيرة الشخصية” المطلوبة لشرح الوضع وظروف المتقدم.

الخجل والاستسلام للقدر

ضحايا الاحتيال “يشعرون بالخجل” بعد تعرضهم للنصب. يتعاملون مع الأمر “وكأنه قدرهم”، ويشعرون بأنهم في موقع “ضعيف جدًا”.