الإثنين 21 أبريل 2025
spot_img

احتياطي الفيدرالي الأمريكي يواجه عدم اليقين الاقتصادي

كشفت وكالة “أكسيوس” عن تراجع دور الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في توجيه السياسات الاقتصادية، مما يترك الساحة مفتوحة للخطط الاقتصادية لإدارة ترامب التي تفتقر إلى الوضوح.

غياب الرؤية الواضحة

أظهرت بيانات البنك المركزي، الصادرة يوم الأربعاء، أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يواجهون صعوبة في تحديد تأثير التغييرات الأخيرة في السياسات الحكومية على الاقتصاد.

وتؤكد البيانات أن “الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، كما كان متوقعاً في ديسمبر الماضي، إلا أن الثقة في هذا الاتجاه بدأت تتراجع.”

تصريحات باول حول عدم اليقين

اعترف رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعدم وجود وضوح فيما يتعلق بتوقعات البنك المركزي، موضحاً: “في ظل هذه البيئة شديدة عدم اليقين، أعتقد أن هناك مستوى من الجمود يدفعني إلى البقاء في نفس الموقف”.

كما أضاف باول: “لا أعرف من يملك ثقة كبيرة في توقّعاته”، مما يعكس الصعوبات التي يواجهها البنك المركزي جراء السياسات الاقتصادية المتغيرة لإدارة ترامب، مثل السياسة التجارية، وتخفيضات الإنفاق، وتقييد الهجرة، وإلغاء القيود التنظيمية.

تحولات في اجندة الاقتصاد

لفتت “أكسيوس” إلى أن السؤال الاقتصادي الأبرز في السنوات الأخيرة كان حول فاعلية زيادات أسعار الفائدة التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي في مواجهة التضخم، والمخاطر المترتبة على تلك الإجراءات. لكن في الوقت الراهن، تركز القوى الأساسية للاقتصاد على السياسات الحكومية التي يصعب على الاحتياطي الفيدرالي توقع تأثيراتها.

تُعتبر الحروب التجارية وعمليات الترحيل جزءاً من الصدمات السلبية في العرض، وهي عوامل لا تستطيع السياسة النقدية التقليدية مواجهتها، لأنها تؤدي إلى تباطؤ النمو مع ارتفاع التضخم في الوقت نفسه.

توقعات الركود التضخمي

أظهرت توقعات الاحتياطي الفيدرالي، التي تنشر كل ثلاثة أشهر، إشارات من الركود التضخمي. حيث خفض البنك المركزي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 إلى 1.7%، مقارنةً بتوقعاته في ديسمبر البالغة 2.1%.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقع ارتفاع معدل البطالة بمقدار 0.4 نقطة مئوية بحلول نهاية العام، مع بلوغ التضخم 2.7% بدلاً من التوقعات السابقة البالغة 2.5%.

تحديات السياسة النقدية

صرّح باول بأن التوقعات تشير إلى نمو متواضع وتضخم مرتفع، مما يتطلب استجابات مختلفة، قائلاً: “الأمر يبدو وكأننا نطرد بعضنا البعض”.

في هذا السياق، يواجه الاحتياطي الفيدرالي تحديات كبيرة في تحديد مسار السياسة النقدية، حيث يبدو أنه فقد المرونة التي كان يتمتع بها خلال الأزمة المالية عام 2008، مما يجعله عاجزًا عن مواكبة التغيرات التي تفرضها السياسات الحكومية.

موقف الاحتياطي الفيدرالي

تساءل باول، بشكل استفزازي، أثناء حديثه مع الصحفيين: “ماذا ستكتبون؟”، مما يعكس عدم القدرة على التنبؤ بالنمو الاقتصادي في ظل الظروف الحالية. وأضاف: “حقًا من الصعب معرفة كيفية سير الأمور”.

يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي، الذي كان لعقود القوة الدافعة للاقتصاد الأمريكي، قد أصبح الآن في موقف دفاعي، منتظراً رؤيةً أوضح حول تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد قبل اتخاذ أي خطوات حاسمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك