تشهد محافظات يمنية تحت سيطرة الحوثيين موجة من الاحتجاجات الغاضبة في الأيام الأخيرة، تنديداً بتقاعس الجماعة تجاه قضايا متعددة. وجاءت هذه الاحتجاجات أيضاً بعد اتّهامات وجهتها الجماعة لشيوخ قبائل بالتخابر لصالح جهات خارجية، في ظل تصاعد الضربات الأميركية التي استهدفت قيادات عسكرية ومخازن أسلحة سرية.
احتجاجات قبيلة حاشد
نظم أبناء قبيلة حاشد في محافظة عمران، الواقعة على بُعد 53 كلم شمال صنعاء، تجمعاً احتجاجياً ضد اتهامات الخيانة التي وجهتها الجماعة للشيخ علي بن راجح تميم، أحد وجهاء قبيلة بني صريح. وندد المشاركون بما وصفوه بالاستهداف المتعمد من قبل القيادي الحوثي صالح دبيش، الذي عينه الحوثيون حارساً قضائياً.
واتهم البيان الصادر عن الفعالية القيادي دبيش بالسعي للاستيلاء على أموال وممتلكات تميم من خلال تهم كيدية، مُشيراً إلى أن إدراج اسم تميم ضمن ما يُسمى “قوائم الخونة” يمثّل إساءة للقبيلة بأسرها وتعدياً على أعرافها.
وطالب المشاركون في الاحتجاج بوقف كافة التعسفات الموجهة ضد أبناء القبيلة، ورد الاعتبار لتميم، والمطالبة بإعادة ممتلكاته المنهوبة.
ممارسات الحوثيين
أصدرت الجماعة الحوثية في بداية العام الجاري قراراً بمصادرة أموال وممتلكات تميم، وذلك بعد اتهامه بالخيانة، مما أثار موجة استهجان واسعة بين أبناء قبيلة بني صريم وقبائل أخرى في عمران. واستنكر المحتجون هذه الإجراءات التي تُعتبر ابتزازاً وإذلالاً لشيوخ القبائل الرافضين لسياسات الجماعة.
كما صعّدت الجماعة الحوثية من عمليات الاختطاف بحق السكان، مستهدفةً حتى شيوخ القبائل الموالين لها بتهم التخابر مع الولايات المتحدة الأميركية.
مطالبات في حجة
في سياق متصل، نظم أبناء قبيلة حجور في محافظة حجة وقفة احتجاجية في مديرية حرف سفيان، مطالبين الجماعة بالتحرك للقبض على المتهمين بقتل ثلاثة من أبنائها. وأعرب المحتجون عن استيائهم من تجاهل الحوثيين لما وصفوه بـ”التدهور الأمني الحاد” وارتفاع منسوب الجرائم بمحافظة عمران.
الاحتجاج جاء بعد عمليات اغتيال متعددة طالت أفراداً من أبناء حجور، حيث قُتل شاب في إحدى الكمائن خلال الأيام الماضية، مما أثار حفيظة أفراد القبيلة تجاه تواطؤ قيادات الحوثيين في هذه الجرائم.
احتجاجات في الحديدة وإب
وفي محافظة الحديدة، نظم العشرات من أبناء مديرية برع وقفة احتجاجية ضد اختطاف القيادي الحوثي الشيخ أمين صالح البرعي، الذي وُجهت له تهم بنقل إحداثيات تستفيد منها الولايات المتحدة وإسرائيل. وهدد المحتجون بتصعيد الاحتجاجات حال عدم الإفراج عنه والاعتذار له.
يُعتبر البرعي من الشخصيات القبلية المعروفة بولائها للجماعة، حيث استغل منصبه لاستقطاب المئات من أبناء منطقته للقتال بجانب الحوثيين.
إلى جانب ذلك، نفذ التجار في مدينة إب وقفة احتجاجية للمطالبة بالتحقيق في حريق ضخم نشب في سوق الصامت التجارية، والذي كبدهم خسائر مادية كبيرة. وأعرب مالكو المحلات عن استيائهم من عدم اكتراث الجماعة الحوثية بمعاناتهم، مطالبين بالكشف عن ملابسات الحريق.