اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، أن الاتهامات الإسرائيلية المتعلقة بتهريب أسلحة إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية تمثل “اتهامات خطيرة”.
تحليل الاتهامات الإسرائيلية
أكد هريدي أن هذه الاتهامات تتطلب تحليلاً دقيقاً وتعاملًا جاداً، مشددًا في الوقت نفسه على أن لها أهدافًا سياسية تتجاوز الجانب الأمني.
وخلال ظهوره في برنامج “هذا المساء” على قناة “i24NEWS” الإسرائيلية، أعرب هريدي عن تشككه في صحة هذه الادعاءات، حيث اعتبر أنها تهدف إلى “تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لسيناريو مواجهة مستقبلية مع مصر”، خاصة في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة.
غياب الدلائل والشعبوية السياسية
وطرح هريدي عدة أسئلة جوهرية بشأن طبيعة الاتهامات، منها: “ما هو هذا السلاح الذي تتحدث عنه إسرائيل؟ وما نوعيته؟ وكيف يتم تهريبه؟”، مؤكدًا على غياب الأدلة الملموسة أو الشفافية في الروايات الإسرائيلية.
وشدد على أن مصر تأخذ هذه الادعاءات بجدية كبيرة، خاصةً في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة، لكنه حذر من استخدام هذه الاتهامات كوسيلة لتصعيد الخطاب ضد القاهرة.
تفاقم الأوضاع الإقليمية
وأشار هريدي إلى أن “إسرائيل فتحت جميع الجبهات”، منوهًا أن الأزمة لم تعد مقتصرة على غزة فحسب، بل امتدت لتشمل علاقات إقليمية أوسع، بما في ذلك العلاقة مع مصر.
وأوضح أن “الجبهة المفتوحة مع مصر” بدأت منذ اليوم الأول للحرب على غزة، حين اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بصورة غير مباشرة، مصر بتهريب قذائف مضادة للدبابات استخدمتها حركة حماس منذ السابع من أكتوبر.
التهديد المصري واليقظة
وكشف الدبلوماسي المصري أن إسرائيل نقلت، خلال ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، مزاعم إلى الإدارة الأمريكية عن تعزيز الجيش المصري لقدرته العسكرية في سيناء، معتبرًا أن هذه الجهود تهدف إلى “تضخيم التهديد المصري” ودفع واشنطن لاتخاذ مواقف تقييدية تجاه القاهرة.
واختتم هريدي بالقول إن وجهة نظره شخصية، ودعا مصر إلى “الاستعداد لأي سيناريو”، مؤكدًا أن احتمال المواجهة المباشرة مع إسرائيل رغم بعده، يتطلب اليقظة والاستعداد كخيارين أساسيين في ظل هذه المعطيات المتغيرة.