تتصاعد التباينات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة مع التركيز على ملف نزع السلاح، وذلك بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار أميركي يمهد لتنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام ونشر قوة دولية.
القرار الأممي أثار ردود فعل فلسطينية متباينة، ووصفه خبراء بأنه “دفعة دبلوماسية” تحمل آمالًا بالحفاظ على التهدئة، لكنه يواجه تحديات كبيرة قبل تحوله إلى واقع ملموس. المرحلة الثانية من الاتفاق لا تزال عالقة بين ضغوط الوسطاء والمناورات السياسية المتوقعة.
غموض اللقاءات التركية
تضاربت الأنباء حول لقاء محتمل بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والقيادي في حركة “حماس” خليل الحية في إسطنبول، وذلك على هامش محادثات السلام حول أوكرانيا.
فبينما تحدثت تقارير إعلامية عن عقد اللقاء، نفت أخرى ذلك بسبب ما وصفته بضغوط إسرائيلية.
اتهامات أمريكية لحماس
في المقابل، ذكرت تقارير أخرى أن واشنطن غاضبة من “حماس” لمحاولتها حشد الدعم العربي لمعارضة القرار الأميركي في مجلس الأمن، وهو ما يعيق جهود ترامب للمضي قدمًا في المرحلة التالية من خطة السلام.
ويرى محللون أن هذا التضارب يعكس وجود تباينات بشأن نزع السلاح، وضغوط إسرائيلية لعدم منح شرعية لحركة “حماس”.
مخاوف نزع السلاح
أعربت حركة “حماس” عن قلقها من أن تكليف القوة الدولية بمهام داخل قطاع غزة، منها نزع سلاح الفصائل، “ينزع عنها صفة الحيادية ويحولها إلى طرف في الصراع لصالح الاحتلال”.
في المقابل، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار، معتبرًا أنه “يشدد على نزع السلاح الكامل، وتجريد غزة من القدرات العسكرية، واجتثاث التطرف فيها”.
عقبات التنفيذ
يرى خبراء أن القرار يواجه عقبات عديدة، خاصة مع إصرار إسرائيل على نزع السلاح أولًا قبل الإعمار والانسحاب، بينما تطالب الفصائل الفلسطينية بالعكس.
ويشير محللون إلى أن ترحيب إسرائيل بالقرار قد يكون مجرد “مناورة” لتعطيل الاتفاق لاحقًا.
دور مصر المحوري
أكد وزير الخارجية المصري، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، على “أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بغزة، وضرورة تمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء المهام الموكلة إليها من المجلس”.
كما أطلع وزير الخارجية المصري نظيره الفرنسي على “الجهود التي تبذلها مصر لضمان تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام وتنفيذ جميع بنوده”.
الرهان على واشنطن
في ضوء هذه التفاعلات والتحفظات، يتوقف مستقبل القرار على ضغوط واشنطن على إسرائيل لتنفيذ ما تم التوافق عليه، ومعرفة كيفية تنفيذ بنوده.
ويرى مراقبون أن واشنطن “قادرة على دفع الاتفاق للأمام لو أرادت”، لكن تطورات المواقف في الأيام المقبلة ستوضح مصير هذا الاتفاق.


