الأحد 8 يونيو 2025
spot_img

اتفاق أميركي-كوري جنوبي لتعزيز بناء السفن الحربية

وقعت أكبر شركة أميركية متخصصة في بناء السفن الحربية اتفاقية مع نظيرتها الكورية الجنوبية، مما يشكل خطوة مهمة لتعزيز القدرات العسكرية للبحرية الأميركية في مواجهة التحديات المتزايدة من قبل الصين. وفقًا لشبكة CNN، تعمل هذه الاتفاقية على استهداف زيادة حجم الأسطول الأميركي بشكل استراتيجي.

جاءت مذكرة التفاهم بين مجموعة “هنتنجتون إنجلز إندستريز” (HII) الأميركية، ومقرها في ولاية فرجينيا، وشركة “هيونداي هيفي إندستريز” (Hyundai Heavy Industries) الكورية الجنوبية، يوم الاثنين، خلال فعاليات معرض الدفاع Sea Air Space 2025 في ولاية ماريلاند.

التزام بتعزيز الدعم

أعرب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة “هنتنجتون”، برايان بلانشيت، عن أهمية هذه الاتفاقية في حفل افتتاح المعرض، مشيرًا إلى أنها تعكس “التزامنا باستكشاف جميع الفرص المتاحة لتعزيز قدرات بناء السفن الأميركية لدعم الأمن القومي”.

وأضاف بلانشيت أن التعاون مع الحلفاء في مجالات بناء السفن وتبادل أحدث التقنيات يتيح إمكانية تسريع عملية تسليم السفن عالية الجودة، مما يعزز الجاهزية البحرية.

وأشارت شركة “هيونداي” في بيانها إلى أن الشركتين تعملان على تطوير مدمرات “إيجيس” (Aegis)، التي تُعتبر العمود الفقري للأسطولين البحريين الأميركي والكوري الجنوبي. هذه السفن تلعب دورًا حيويًا في توفير الحماية من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية من الصين وكوريا الشمالية.

أهمية التعاون

تُعتبر مذكرة التفاهم هذه الأولى من نوعها بين شركتين بارزتين في قطاع بناء السفن من كوريا والولايات المتحدة، حيث تمتلك كل منهما القدرة على تصنيع أكثر سفن “إيجيس” تطوراً في العالم.

تدير شركة “هيونداي” أكبر حوض لبناء السفن في العالم في مدينة أولسان بكوريا الجنوبية، حيث تُنتج حوالي 10% من السفن عالميًا.

على مدار سنوات، دعا الخبراء الولايات المتحدة للتعاون مع حلفائها مثل كوريا الجنوبية واليابان في مجال بناء السفن، بالنظر إلى تقدم الصين في هذا المجال. حيث تُعتبر أحواض بناء السفن الصينية من الأكثر سرعة في إنتاج السفن الحربية، مما ساهم في تضخم حجم الأسطول الصيني ليصبح الأكبر عالميًا.

آفاق مستقبلية

نقلت شبكة CNN عن المحلل كارل شوستر، قبطان سابق في البحرية الأميركية، قوله: “يمثل هذا الاتفاق بداية قوية لتحسين قدرة بناء السفن الأميركية”.

كما توقع شوستر أنه قد تُحقق الاتفاقية فوائد ملموسة، رغم الحاجة لإجراء تعديلات قانونية تسمح ببدء بناء مدمرات البحرية الأميركية في أحواض بناء السفن الكورية.

ولفت شوستر إلى أن القانون الأميركي لا يمانع استخدام أحواض بناء السفن الأجنبية لصيانة السفن الأميركية، مبينًا أن هناك تراكمًا في الأعمال المستعجلة تصل مدتها إلى 36 شهرًا في صيانة وتجديد الهياكل.

تعزيز القوى العاملة

وفيما يتعلق بفوائد أخرى، أشار شوستر إلى إمكانية استخدام الاتفاقية لتدريب عمال أميركيين جدد في أحواض بناء السفن التابعة لمجموعة “هنتنجتون”، وهو أمر أساسي في ظل نقص العمالة الذي يعوق قدرات الإنتاج.

إذا تم التوصل إلى اتفاق يسمح ببناء سفن حربية للبحرية الأميركية في كوريا الجنوبية، فمن المتوقع أن يكون لذلك تأثير كبير على قدرة الأسطول الأميركي.

وفي هذا السياق، ذكرت CNN أن حوض بناء السفن “هانوا أوشن” (Hanwha Ocean) الكوري الجنوبي قد أتم مؤخرًا أعمال تجديد لسفينة الإمداد “USNS Wally Schirra”، موصوفة بإنجاز تاريخي من قبل القائد الأميركي في المنطقة.

تعزيز التعاون الأمني

أكد قائد القوات البحرية الأميركية في كوريا، الأدميرال نيل كوبروفسكي، على أن الصيانة المحلية تُساهم في تقليل فترات التوقف عن العمل وخفض التكاليف، مما يعزز مستوى الجاهزية العملياتية.

وأشار جو وون هو، الرئيس التنفيذي لقسم البناء البحري في “هيونداي”، إلى الأهداف المُتعلقة بتعزيز قدرات بناء السفن وإمكانات التعاون الأمني بين البلدين.

في ذات السياق، اعتبر النائب الكوري الجنوبي، يو يونغ وون، أن الاتفاقية تمثل نموذجًا جديدًا للتعاون في مجالات بناء السفن وصناعات الدفاع، مما يعود بالنفع على كلا الطرفين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك