دخلت العلاقات المتوترة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تخطت حدود المناوشات العسكرية والضربات الجوية إلى هجمات سيبرانية تستهدف شخصيات حساسة داخل دولة الاحتلال الإسرائيلية.
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن قراصنة تابيعين لأجهزة استخبارات إيرانية، نفذوا سلسلة من الهجمات السيبرانية، وكشفوا عن هوية عالم نووي إسرائيلي وعدد من زملائه، وسرّبوا صوراً وبيانات تخص مسؤولين كبار في إسرائيل.
تفاصيل الهجوم وعلاقته بالمشروع النووي الإسرائيلي
ووفقا للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية -بحسب ما جاء في بيان نقله مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال بعد إجراء تحقيق ومراجعة دقيقة-، فإن الصور والخرائط التي تم تسريبها لا تعود لمنشآت نووية إسرائيلية محددة، لكن اللجنة أكدت أن بعض من لقطات الشاشة المسربة تحتوي على معلومات تقنية تتعلق بمشروع “مسرع الجسيمات SARAF” في مركز سورك للأبحاث النووية، وهو ما يثير القلق حول طبيعة المعلومات التي توصل إليها القراصنة.
جاء ذلك بعدما كشف تقرير إسرائيلي، أن القراصنة الذين يعتقد أنهم تابعين للمخابرات الإيرانية، اخترقوا حسابات أحد العلماء الإسرئيليين الذين يعمون في مركز سوراك للأبحاث النووية، ونشروا صوراً ومعلومات من داخل المركز، بما في ذلك أسماء علماء نوويين آخرين مرتبطين بمشروع “مسرع الجسيمات” الذي يتم العمل عليه في “سوارك”.
استهداف شخصيات عسكرية
وتمكّن القراصنة من الوصول إلى معلومات حساسة في حساب بريد إلكتروني تابع لمدير عام سابق في وزارة دفاع دولة الاحتلال، وسربوا صوراً ووثائق تخصه، إذ لم تتوقف التسريبات عند العلماء النوويين؛ فقد شملت أيضاً بيانات شخصية لمسؤولين دبلوماسيين وعسكريين إسرائيليين، من بينهم سفير حالي وملحق عسكري سابق في الولايات المتحدة، إضافة إلى معلومات حول أسر بعض المسؤولين الكبار في إسرائيل.
خلفية التسريبات
وتعود هذه التسريبات إلى مارس الماضي، حين تمكّن القراصنة من الحصول على معلومات من مركز “نقب” للأبحاث النووية في ديمونا عبر اختراق سيرفرات وخوادم بريد إلكتروني حكومية، منها خوادم تتبع لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية.
وقال التقرير الإسرائيلي إن القراصنة حصلوا على معلومات من مركز الأبحاث النووية في ديمونا، وبدأوا بنشر نحو 30 صورة منسوبة إلى مركز سورك، على الرغم من أن التحقيقات أكدت أن هذه الصور لم تُلتقط داخل سورك أو ديمونا وربما تعود لأنشطة شخصية للعالم النووي الذي يعمل كخبير في سلامة الإشعاع والذي تم اختراق بياناته ونشر صورة جواز سفره.
ولم يُقدم أي من جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” أو هيئة الأمن السيبراني الوطني في دولة الاحتلال الإسرائيلية أي تعليق مباشر حول عملية الاختراق، بل أحالت هيئة الأمن السيبراني الأسئلة والاستفسارات إلى مكتب رئيس الوزراء.
إيران وإسرائيل والحرب السيبرانية
وتمتد جذور الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران منذ عقود، وعلى خلفية الهجمات الأخيرة، يرى المراقبون والخبراء أن هذه التسريبات تمثل تصعيداً منهجياً من جانب القراصنة الإيرانيين، وأن القراصنة الإيرانيين اعتمدوا أسلوباً منهجياً في التسريب، حيث يتم التركيز على نشر معلومات شخصية لعدد من المسؤولين الحاليين والسابقين، بعدما تمكنوا من الحصول عليها عبر اختراق حسابات بريد إلكتروني، ومن ثم نشر رسائل هؤلاء المسؤولين، وتضمنت إحداها قائمة اتصالات كاملة، سعياً منهم لإضعاف ثقة الشعب الإسرائيلي بقيادته وتعزيز الشعور بالتهديد الداخلي.
وخلال الأشهر الأخيرة، ألقت سلطات الاحتلال القبض على عشرات الأشخاص بتهمة التعاون مع المخابرات الإيرانية بهدف استهداف مسؤولين بارزين، بمن فيهم عالم نووي.