يتدفق آلاف الأفغان يوميًا عبر الحدود عائدين إلى بلادهم، هربًا من الترحيل القسري من إيران وتداعيات الحرب الإقليمية المتصاعدة، وفقًا لمصادر في حركة “طالبان” ومنظمات الإغاثة الدولية.
أسباب النزوح الجماعي
لطالما كانت إيران ملاذاً لملايين الأفغان على مدى عقود، لكن وتيرة مغادرتهم تصاعدت بشكل حاد منذ أكتوبر 2023، بالتزامن مع حملات مكثفة لملاحقة الأجانب غير الشرعيين في إيران وباكستان المجاورة. وتزيد حدة التوترات الإقليمية، بما في ذلك الحرب بين إيران وإسرائيل، من دوافع هذا النزوح.
معبر إسلام قلعة: نقطة العودة الرئيسية
تسجل منظمة “وورلد فيغن إنترناشونال” عودة نحو 5 آلاف أفغاني يوميًا عبر معبر “إسلام قلعة” الحدودي في ولاية هرات الغربية. وتؤكد المنظمة على “الوضع البائس والاحتياجات الكبيرة” للعائدين، الذين يشكلون جزءًا من أكثر من نصف مليون شخص عادوا من إيران إلى هرات خلال العام الجاري.
تحديات تواجه العائدين
يواجه العائدون تحديات جمة في العثور على الطعام والمأوى وتلبية الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى التواصل مع عائلاتهم. وتتفاقم هذه المشكلات بسبب الأزمة التي تعاني منها الخدمات الأساسية في أفغانستان.
نقص التمويل يعيق المساعدات
يعرقل نقص التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية جهود إغاثة العائدين، إذ لم تتلق “خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة الأفغانية” التابعة للأمم المتحدة سوى 18% من التمويل المطلوب حتى 19 يونيو. وأدى ذلك إلى إغلاق منشآت طبية وتقليص خدمات حيوية أخرى، مثل التعليم.
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية
يحذر مارك كالدر، مدير العلاقات والدعم في منظمة “وورلد فيغن”، من “ازدياد” عدد المحتاجين إلى مساعدات منقذة للحياة ما لم يتحرك المجتمع الدولي لدعم الاحتياجات الملحة وجهود الأفغان لبدء حياة جديدة في وطنهم.
تضاعف أعداد العائدين يومياً
أفاد أحمد الله متقي، رئيس لجنة معلومات اللاجئين والعلاقات العامة في هرات، بأن أعداد الأفغان الذين يدخلون الولاية يوميًا دون وثائق تضاعفت منذ اندلاع الحرب، حيث كانت تتراوح بين 3500 و4000 شخص قبل 13 يونيو. كما ارتفع عدد الوافدين بجوازات سفر من 800-1000 إلى نحو 4 آلاف يوميًا.
ترحيل قسري واسع النطاق
في أبريل الماضي، رحلت إيران 4 آلاف مهاجر أفغاني غير مسجلين من إقليم كرمان، في إشارة إلى تصاعد وتيرة عمليات الترحيل. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، عاد أكثر من 1.2 مليون مهاجر أفغاني من إيران في عام 2024، منهم 67% “تم ترحيلهم قسرًا”.
أرقام قياسية للترحيل
كشف نادر يار أحمدي، رئيس مركز الهجرة بوزارة الداخلية الإيرانية، عن ترحيل أكثر من 3 ملايين مهاجر أفغاني من إيران في السنوات الثلاث الماضية، مما يؤكد حجم أزمة المهاجرين الأفغان المتفاقمة.