الجمعة 14 نوفمبر 2025
spot_img

إيران تكشف عن محرك “شاهد 161” في معرض دفاعي

spot_img

أجرت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني اختبارًا علنيًا لمحرك طائرة “شاهد 161” الشبحية المسيرة خلال معرض دفاعي في طهران، مما يدل على تحول استراتيجي نحو تعزيز قدرات الطائرات غير المأهولة في إطار استراتيجيتها للردع.

تحول استراتيجي

يأتي هذا الحدث في وقت حساس، بعد استخدام إيران المكثف للطائرات المسيرة خلال الصراعات مع إسرائيل في يونيو الماضي، حيث يعكس تركيزاً متزايداً على الأنظمة الجوية غير المأهولة كجزء أساسي من العقيدة الدفاعية الوطنية.

الاختبار الذي تمثل في عرض مباشر، بدلاً من الإجراء المعتاد، يعكس كيف تتجه إيران لاستخدام العروض العامة لإبراز تقدمها في الأنظمة المسيرة.

لدى الجيش الإيراني، هذا الأمر يوفر نافذة نادرة لمراقبة تطورات عائلة الطائرات المسيرة الشبحية، التي انتقلت من مراحل الهندسة العكسية إلى الإنتاج التسلسلي، بالرغم من التحديات التي تفرضها العقوبات.

أداء “شاهد 161”

تعتبر “شاهد 161” طائرة مسيرة مدمجة، مستمدة من تصميم الطائرة الأميركية RQ-170 Sentinel، التي استولت عليها إيران في عام 2011. تشير المصادر الإيرانية إلى أن “شاهد 161” تمثل نسخة مصغرة بمقياس 40% من “شاهد 171″، مما يعزز المصداقية الهندسية لهذا التطور.

هيكل الطائرة يتبع فلسفة المراقبة المنخفضة، مع سطح مأخوذ من الخطوط الناعمة، مما يساعد في تقليل بصمات الرادار. يبلغ طول “شاهد 161” نحو 1.9 متر وطول جناحيها 5.1 متر، مدعومة بمحرك نفاث صغير يقوي الدفع بمعدل 40 كيلوجراماً.

الطائرة قادرة على الوصول إلى سرعة قصوى تتراوح بين 300-350 كيلومترًا في الساعة، مع سقف خدمة يبلغ حوالي 7600-8000 متر، مؤكدة تفوقها على مدى الدفاع الجوي قصير المدى.

قدرات التكتيك

توفر “شاهد 161” مدى قتالي يصل إلى 150 كيلومترًا ومدى أقصى يقارب 300 كيلومتر، مما يسهم في تعزيز الاعتماد عليها كوسيلة فعالة في المهام التعبوية.

عرض الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا أبرز التطورات في نظام الدفع لطائرة “شاهد 161″، إضافة إلى تطور أكبر ضمن سلسلة طائرات شاهد الشبحية التي تشمل أنظمة متعددة التأثير.

تعد هذه الطائرة ذات حجم صغير وشكل محسّن يجعل اكتشافها بالأمر الصعب، مما يزيد من فعاليتها كمنصة تكتيكية ضد أهداف رادارات الدفاع الجوي والأهداف الحيوية الأخرى.

التاريخ التشغيلي

شهدت طائرات “شاهد 181″ و”191” استخدامًا بارزًا في عمليات ضد داعش في سوريا. ومن جهتها، استُخدمت “شاهد 161” في مهام استطلاعية وضربات في سوريا.

بُنيت هذه التجارب على قاعدة من الهجمات المكثفة التي أطلقتها طهران ضد إسرائيل، ما يظهر موازين القوى في الصراع.

مقارنة بالأنظمة الأخرى، تبرز “شاهد 161” كمنصة تكتيكية عابرة تتيح لإيران القدرة على تنفيذ ضربات متقدمة، تجمع بين الخفاء والدقة.

محرك نفاث متقدم

اختبار المحرك يعكس التقدم الحاصل في تكنولوجيا المحركات النفاثة الصغيرة التي تعتمدها إيران، والتي كان يتم الاعتماد فيها تاريخيًا على المحركات المستوردة أو المعدلة.

هذا الإنجاز يشير إلى قدرة إيران على تحقيق الاعتماد الذاتي في تصنيع هذه الأنظمة، مما يعزز الهيكل الدفاعي دون التبعية للمكونات الخارجية.

في إطار المستقبل، تعزز هذه الطائرات دورها كأداة استخبارات وتكتيك قادرة على البقاء في بيئات تنافسية مع تقليص المخاطر على الطيارين.

تُظهر هذه الجهود مدى التزام إيران بالاستثمار في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، بما يعزز خياراتها الاستراتيجية ضد تهديدات إقليمية متنوعة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك