الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

إيران تستهدف منتزه التكنولوجيا “جاف يام نيجف” الإسرائيلي

spot_img

استهداف منتزه تكنولوجي إسرائيلي

تعرض منتزه “جاف يام نيجف” للتكنولوجيا المتقدمة في مدينة بئر السبع، بجنوب إسرائيل، لاستهداف من قبل صاروخ إيراني، مما أثار تساؤلات حول أمان المواقع الاستراتيجية في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل. يُعتبر المنتزه من أهم المواقع في منظومة الابتكار العسكري والأمن السيبراني الإسرائيلية، حيث يسعى لتعزيز القدرات الدفاعية للدولة.

الموقع الرسمي للمنتزه يصفه بأنه يقع في قلب صحراء النقب، ويضم العديد من الشركات العالمية والمؤسسات البحثية. يُعتبر المشروع جزءاً من مبادرة إسرائيلية تهدف لنقل وحدات التكنولوجيا العسكرية إلى الجنوب، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في هذا المجال.

أهمية الموقع الاستراتيجية

قرب المنتزه من مجمع القيادة السيبرانية واستخبارات الاتصالات (C4I) التابع للجيش الإسرائيلي يعزز من أهميته. بدأ بناء هذا المجمع عام 2018 بتكلفة تصل إلى مليارات الشواكل، ومن المتوقع أن يستوعب ما بين 5 إلى 7 آلاف جندي وضابط من وحدات الاستخبارات.

تحرص الحكومة الإسرائيلية على نقل القواعد العسكرية إلى منطقة بئر السبع، وفي الوقت نفسه تهدف إلى بنية متكاملة تضم التكنولوجيات العسكرية والبحث الأكاديمي، مما يتيح تطويراً سريعاً للقدرات السيبرانية في المنطقة.

التكامل بين الجيش والبحث العلمي

ما يميز “جاف يام نيجف” هو الدمج المخطط بين الجيش الإسرائيلي والابتكار الأكاديمي. يفصل بين المنتزه وجامعة بن جوريون في النقب، التي تعد من أبرز مؤسسات البحث العلمي في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.

تُخرج الجامعة نحو ثلث المهندسين في إسرائيل سنوياً ويدير العديد من مراكز الأبحاث التي تتعاون مع الشركات في المنتزه، مما يسهم في تسريع تحويل الأبحاث إلى تطبيقات عملية.

شراكة للابتكار

يمثل المنتزه نموذجاً مثالياً للشراكة بين القطاعين العام والخاص. يشمل شركاء المشروع شركة “جاف يام”، وجامعة بن جوريون، وبلدية بئر السبع، إلى جانب شركة KUD الدولية للتطوير، مع دعم من الحكومة الإسرائيلية.

منذ تأسيسه، منح منتزه “جاف يام نيجف” حوافز للشركات العاملة في مجال الأمن السيبراني. يُعتبر الموقع اليوم بمثابة الحرم السيبراني الوطني، ويستضيف شركات كبيرة في هذا المجال مثل CyberArk وL7 Defense.

الأثر الاقتصادي

يمتد المنتزه على مساحة تقارب 9.3 هكتار، إذ يُتوقع أن تصل مساحة المباني فيه إلى 200,000 متر مربع عند اكتماله، ويضم حالياً أكثر من 70 شركة تكنولوجية بارزة مثل Intel وIBM وMicrosoft.

بحلول عام 2020، وفّر المنتزه أكثر من 2,500 وظيفة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مع توقعات بزيادة العدد إلى 10 آلاف وظيفة عند اكتمال المشروع. يشكل هذا التطور دعماً للنمو الاقتصادي في المدينة والمنطقة المحيطة بها.

فرص الاستثمار

صنّفت الحكومة الإسرائيلية منطقة المنتزه كمجال تنمية من المستوى “A”، مما يتيح للشركات استفادة من منح مالية وتسهيلات ضريبية. يُنظر إلى “جاف يام نيجف” كأحد الأصول الوطنية في البنية الدفاعية والتقنية لإسرائيل، ما يجعله محورياً في التصدي للتحديات الأمنية المتزايدة.

يُعتبر المنتزه مثالاً على التعاون الوثيق بين الجيش والبحث الأكاديمي والشركات، لتطوير حلول مبتكرة في مجال الأمن السيبراني. على الرغم من أن التأثيرات طويلة الأمد لا تزال تحت التقييم، إلا أن التأثير الفوري على مدينة بئر السبع والنقب واضح، مما يغير الخريطة التكنولوجية لإسرائيل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك