الثلاثاء 7 أكتوبر 2025
spot_img

إيران تخسر جولات بالعراق وفصائل تبحث عن دور

spot_img

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الثاني 2025، تتصاعد التساؤلات حول مستقبل النفوذ الإيراني في العراق، خاصة بعد التطورات الإقليمية الأخيرة وتأثيرها على الفصائل العراقية المسلحة. فبعد حماسة أولية لتسجيل حضورها في أحداث “طوفان الأقصى”، تشهد الساحة العراقية تحولات دقيقة تعكس حالة من الترقب والحذر.

تراجع الحماسة وتأثير المفاوضات

هدأت حماسة الفصائل العراقية تدريجياً بعد تشرين الأول 2023، وسط تقارير عن مفاوضات معقدة بين الحكومة العراقية وتلك الجماعات بهدف تحييد العراق عن الصراعات الإقليمية. ورغم عدم وجود دليل قاطع على فقدان إيران نفوذها الكامل في العراق، إلا أن هناك مؤشرات على تراجع هذا النفوذ أمام الولايات المتحدة.

“جولات الملاكمة” بين أمريكا وإيران

يستدل سياسيون في بغداد على تزايد النفوذ الأمريكي بثلاثة أحداث رئيسية: تحرير الرهينة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف دون صفقة، وسحب قانون “الحشد الشعبي” من البرلمان قبل التصويت عليه، والهدنة الطويلة مع القوات الأميركية حتى خلال الهجمات الإسرائيلية الأميركية على إيران.

الخطة “ب” الإيرانية

يرى سياسي شيعي زار طهران مؤخراً أن إيران تبحث عن “الخطة ب” لتجنب خسارة نفوذها في العراق، وقد تلجأ إلى مفاجآت لتعويض خسائرها في سوريا من خلال العراق. ويسعى السياسيون الشيعة في بغداد إلى فهم الانتخابات البرلمانية المقبلة من منظور إيراني.

قياس النفوذ الإيراني

يبقى قياس النفوذ الإيراني في العراق أمراً معقداً، حيث يختلف المراقبون حول مدى تراجعه وتأثير ذلك على الوكلاء والحلفاء في العراق. ويخضع الرأي العام العراقي لسرديات مختلفة حول هذا النفوذ، مما يزيد من صعوبة التقييم الدقيق.

غموض رد طهران على استفسارات الفصائل

في ظل أنباء عن حرب محتملة ضد إيران، عقد قادة الفصائل العراقية اجتماعاً في أيلول 2025 لطلب استشارة من “الحرس الثوري” حول تداعيات الحرب المحتملة، لكن طهران لم ترد حتى الآن، وفقاً لمصادر مطلعة.

لجنة إيرانية لإدارة الانتخابات؟

بالتوازي، يعقد مسؤولون من “الحرس الثوري” اجتماعات مع قوى “الإطار التنسيقي” بهدف هندسة التحالفات الانتخابية للقوى الشيعية في العراق، في خطوة يعتبرها البعض “لجنة انتخابات إيرانية” تشرف على توزيع القوى الشيعية بين القوائم المتنافسة.

تمرد على التعليمات الإيرانية

فشلت اللجنة الإيرانية في إقناع قادة الأحزاب الشيعية بتنفيذ خطة موحدة لدمج القوائم الانتخابية، حيث خالف بعضهم التعليمات الإيرانية، بمن فيهم أعضاء في فصائل مقاومة تراجعت عن المشاركة الفعالة في “طوفان الأقصى”.

حملات انتخابية في المناطق المحررة

تشهد المدن المحررة من “داعش” نشاطاً ملحوظاً للأحزاب السنية في حملاتها الانتخابية، وسط شعور بتراجع القبضة الإيرانية، لكن مع الحرص على عدم استفزاز “محور المقاومة”. ويتردد أن رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي يعود بقوة مستغلاً تراجع النفوذ الإيراني.

سراب المساحات الخالية

رغم ذلك، لا يزال الزعماء السنة بحاجة إلى تحالفات مع قوى شيعية لضمان حظوظهم في الانتخابات. وتشير تقارير إلى أن فصائل متنفذة تلقت طلبات من طهران لمساعدة جماعات موالية في دول أخرى على نقل أنشطتها إلى بغداد.

ترتيبات لمساعدة الوكلاء المتضررين

تشير مصادر إلى أن علي لاريجاني، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، يشرف على ترتيبات لمساعدة الوكلاء المتضررين من الأزمات، وقد صرح بعد زيارته لبيروت بأن “حزب الله يستعيد قوته سريعاً، وسيقلب الموازين”.

تداعيات الإدراج على قوائم الإرهاب

أُضيفت مؤخراً 4 فصائل عراقية إلى قوائم وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 6 فصائل. ورغم ذلك، لا يعني الإدراج في هذه القوائم بالضرورة نهاية سيئة، حيث تتكيف الجماعات الموالية لإيران مع الضغوط الدولية.

هل تحمينا أمريكا من إسرائيل؟

تتساءل أوساط شيعية في بغداد عما إذا كانت الولايات المتحدة تؤخر ضربات إسرائيلية في العراق، مقابل الضغط على الحكومة لقطع العلاقات مع إيران. ويتردد سؤال بين الفصائل الشيعية: “هل يحمينا دونالد ترامب بالفعل من بنيامين نتنياهو؟”.

“الخطة ب” قيد التنفيذ

يرصد مراقبون ملامح “الخطة ب” الإيرانية، حيث تحاول أحزاب شيعية جديدة لم تتورط في “طوفان الأقصى” تحديث خطابها الراديكالي وارتداء رداء مدني لإنقاذ نفسها من الخطر. ويشبه الوضع برجل في مرمى قناص، يعجز عن الحركة خشية الإصابة.

تغيير الوجه والسلوك

يرى مراقبون أن قادة الفصائل المسلحة قد يتجهون إلى إخفاء أسلحتهم وتغيير سلوكهم، مما يجعلهم مفيدين لواشنطن وطهران على حد سواء. ويرى سياسي شيعي أن السنوات الأربع المحتملة لترامب في السلطة تتطلب تغييراً في الاستراتيجيات.

انتخابات في ظل تهديدات متصاعدة

في خضم هذه التطورات، يستعد العراق لانتخابات برلمانية حاسمة، بينما تتصاعد التهديدات الإقليمية. ورغم ذلك، يفتح قادة الفصائل مكاتبهم لنخب ليبرالية وعلمانية لمناقشة تفاصيل الانتخابات، في تحول ملحوظ عن المشهد الذي كان سائداً قبل عامين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك