أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن تفشي جديد لفيروس إيبولا، في وقت تواجه فيه البلاد تصعيدًا للنزاعات المسلحة وتحديات إنسانية متزايدة. وتأتي هذه الموجة بعد ثلاث سنوات من آخر ظهور للفيروس، مما يثير مخاوف بشأن قدرة البلاد على احتواء الوباء في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة.
تفشي إيبولا الجديد
دعت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى تعزيز المراقبة المجتمعية في الكونغو الديمقراطية، في محاولة للحد من انتشار الفيروس. وأكدت منظمة الصحة العالمية تسجيل 48 حالة إصابة محتملة ومؤكدة، بالإضافة إلى 31 حالة وفاة.
بدأت منظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد فيروس إيبولا في إقليم كاساي، في محاولة للسيطرة على التفشي الذي يُعد السادس عشر من نوعه في الكونغو الديمقراطية. ويواجه التصدي للفيروس تحديات كبيرة، بسبب نقص الموارد وتأثير النزاعات المسلحة.
تحديات الاستجابة
أشار عاملون في مجال الإغاثة إلى أن الكونغو الديمقراطية قد تجد صعوبة في مكافحة انتشار إيبولا، بسبب تقليص المساعدات الخارجية. ولا يزال الفيروس يشكل تهديدًا كبيرًا، حيث أودى بحياة الآلاف في القارة الأفريقية على مدى العقود الماضية.
يُقدر معدل الوفيات بين المصابين بـ 34.8 في المائة، وقد تراوح في موجات وبائية سابقة بين 25 و90 في المائة. وينتقل فيروس إيبولا عبر الإفرازات والسوائل الجسدية، وتشمل أعراضه الحمى والتقيؤ والنزيف والإسهال.
تفاقم الأزمات
أكد خبير في الشؤون الأفريقية أن تفشي فيروس إيبولا يمثل تطورًا خطيرًا يزيد من تعقيد الأوضاع في الكونغو الديمقراطية. ويأتي هذا التفشي في ظل تصاعد العمليات العسكرية من جانب الجماعات المسلحة في شرق البلاد.
يُضاف إلى ذلك، أن هذا التفشي يأتي في وقت يشهد فيه شرق الكونغو حالة من عدم الاستقرار، بفعل تمردات مسلحة ونزاعات مزمنة. كما يُمكن أن يُضعف هذا التفشي ثقة السكان بالمؤسسات الصحية، خصوصاً إذا ترافق مع شائعات أو تأخر في الاستجابة.
عنف متصاعد
تتبادل الحركات الإرهابية والمتمردة في شرق الكونغو عملياتها ضد المدنيين بشكل متصاعد للشهر الثالث على التوالي. وسجَّلت جماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة”، الموالية لتنظيم “داعش”، هجومًا أوقع 89 قتيلاً.
يشهد مسار السلام في الكونغو تعثرًا مستمرًا، حيث باءت عشر محاولات سابقة بالفشل منذ عام 2021. وحثّت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا مجلس الأمن على دعم جهود السلام في البلاد.
رؤية شاملة
يؤكد مراقبون أن استمرار العنف يقوض قدرة الدولة على احتواء الأزمات، ويحول المرض إلى أزمة معقدة تتغذى على الفوضى وغياب الثقة. كما يتطلب الوضع دعمًا دوليًا منسقًا يعالج الأزمة الصحية، ضمن رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار السياق الأمني والإنساني الأوسع.