الأربعاء 9 يوليو 2025
spot_img

إنقاذ مستقبل 47 طالبًا بطب الزقازيق

spot_img

بسبب خطأ بشري غير مقصود من قطاع شئون التعليم والطلاب بكلية الطب جامعة الزقازيق، ولفهم خاطئ من جانبهم لقرار من قرارات المجلس الأعلى للجامعات، كاد أن يتسبب هذا الخطأ في تهديد مستقبل 47 طالبًا وطالبة بكلية الطب من الطلاب المصريين السابق حصولهم على الثانوية السعودية، والذين تم قبولهم بالفعل بالكلية من خلال مكتب تنسيق القبول بالجامعات مع بداية العام الدراسي الماضي، إلا أنهم فوجئوا هذه الأيام، وبعد أن كانوا قد انتهوا من امتحانات نهاية العام الجامعي الحالي بالسنة الأولى بكلية الطب بخطابات تصل إليهم تنذرهم بأن عليهم ضرورة التقدم من جديد لامتحان مادة الأحياء بمستوى الثانوية العامة خلال شهر أغسطس القادم لأنهم لم يدرسوها بالصف الثالث بالثانوية السعودية عندما كانوا مقيدين بها، وذلك من خلال امتحان سينظمه المجلس الأعلى للجامعات بكليات العلوم التابعة لكل جامعة بها هذه النوعية من الطلاب، أو عقده في إحدى الجامعات المجاورة في حالة عدم وجود كلية علوم بها، وقد حذرت كلية طب الزقازيق الطلاب، بناءً على قرار المجلس الأعلى للجامعات، بأن من سيرسب في امتحان مادة الأحياء خلال شهر أغسطس القادم سيتم تحويله إلى كلية أخرى غير كليات القطاع الصحي.

والغريب أن هذا القرار من جانب المجلس الأعلى للجامعات كان قد صدر في جلسته بتاريخ 22 مارس الماضي، بعد أن ناقش في هذه الجلسة نظام أداء الامتحان التكميلي لمادة الأحياء المفروضة على طلاب الشهادة الثانوية السعودية “نظام المسارات” بالجامعات المصرية، وطلب وقتها المجلس الأعلى للجامعات من مختلف الجامعات، سواء كانت حكومية أو خاصة أو أهلية، بألا يتم انتقال الطالب إلى الفصل الدراسي الثاني للفرقة الأولى إلا بعد اجتياز الطالب لهذه المادة بنجاح.

ونظرًا لأن الفصل الدراسي الثاني كان قد بدأ مع نهاية يناير الماضي، فكان لزامًا على الجامعات أن تُبلّغ جميع الطلاب المصريين الحاصلين على الثانوية السعودية بنظام المسارات هذا والملتحقين بكلية الطب بقرار المجلس الأعلى ـ

إلا أن قطاع شئون التعليم والطلاب بكلية طب الزقازيق لم يدقق في نص هذا القرار بشكل جيد، ولم يرسل للمجلس الأعلى للجامعات يستفسر عن نوعية الطلاب الذين سينطبق عليهم هذا القرار، وأسرع دون روية في إرسال خطاب لكل من حصل على الثانوية السعودية “نظام المسارات” ليبلغهم بضرورة تقدمهم لامتحان مادة الأحياء في مستوى الثانوية العامة، والذي سيتم عقده خلال شهر أغسطس القادم بمقار كليات العلوم تحت إشراف المجلس الأعلى للجامعات، وإلا سيتم تحويلهم إلى كليات أخرى غير كليات القطاع الصحي بالكامل.

ولحسن حظ هؤلاء الطلاب بكلية طب الزقازيق، تواصل معي أحدهم ليؤكد لي أن هناك بالتأكيد خطأ في فهم هذا القرار، خاصة وأنهم تواصلوا مع زملائهم بنفس الدفعة من الحاصلين معهم على الثانوية السعودية في العام الماضي، ولم تُبلغهم جامعاتهم بأي شيء في هذا الشأن ـ وعليه، تواصلت على الفور مع د. خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، والذي بادر بعد أن شرحت له المشكلة بالتواصل مع كل من د. هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وكذلك د. محمد بشير، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أيضًا، للاستفسار عن حقيقة ما حدث، وعلى أي أساس صدرت مثل هذه الخطابات للطلاب.

وبدأ الجميع يبحث عن حقيقة المشكلة، وقمت من جانبي أيضًا بالتواصل مع سيد الصافوري، مدير مكتب التنسيق والمسئول عن ملف جميع الشهادات المعادلة وتوزيع طلابها على مختلف الجامعات، الذي أكد لي أن هذا القرار الذي يقضي بضرورة دخول امتحان في مادة الأحياء في مستوى الثانوية العامة المصرية، ينطبق فقط على الطلاب المصريين الذين سافروا مع ذويهم إلى المملكة العربية السعودية، وكانوا قد التحقوا هناك بالصف الثالث الثانوي بالثانوية السعودية “نظام المسارات” مباشرة، والذي لا يوجد بين مواده الدراسية مادة الأحياء، أما الطلاب المصريون الذين كانوا قد درسوا مادة الأحياء في مصر على مدى العامين (الصف الأول والثاني الثانوي)، أو درسوا مادة الأحياء في مصر في الصف الأول، ثم سافروا إلى السعودية والتحقوا هناك بالثانوية السعودية بالصف الثاني الثانوي ودرسوا مادة الأحياء، وبالطبع لم يدرسوها في الصف الثالث بالثانوية السعودية لأنها غير موجودة ضمن مقررات الصف الثالث الثانوي “نظام المسارات”، فإن قبولهم بكليات الطب صحيح، وليس مطلوبًا منهم دخول هذا الامتحان في مادة الأحياء، لأنهم درسوها على مدى العامين بالصف الأول والصف الثاني الثانوي.

وقمت من جانبي بتسهيل التواصل الشخصي بين كل من سيد الصافوري، مدير مكتب التنسيق، ود. هلال عفيفي، نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون التعليم والطلاب، لكي يتم حل هذه المشكلة لهؤلاء الطلاب على أساس علمي صحيح، ولم يتوانَ د. خالد الدرندلي، رئيس الجامعة، أيضًا في التواصل الفوري مع د. محمد بشير، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، للوقوف على سبب المشكلة وكيفية حلها، وبعد أن تواصل أيضًا رئيس الجامعة ونائبه مع المجلس الأعلى للجامعات، وبشجاعة كبيرة من جميع قيادات جامعة الزقازيق، تم تدارك هذا الخطأ الإجرائي من موظفي شئون الطلاب بكلية الطب، وتمت مواجهة المشكلة وحلها على الفور بعد أن تم مراجعة جميع هذه الحالات حالة بحالة، وتم إنقاذ مستقبل 47 طالبًا وطالبة بالكلية، كانوا سيدخلون امتحان مادة الأحياء مرة أخرى خلال شهر واحد فقط من الآن، مع أنهم سبق وأن درسوها بالصفين الأول والثاني الثانوي في مصر، وإنقاذهم أيضًا، في حالة تنفيذ هذا الخطأ الإجرائي، من خطر التحويل إلى كلية أخرى غير طبية في حالة فشل بعضهم في اجتياز هذا الامتحان الذي كان سيتم فرضه عليهم دون وجه حق.

تحية إلى جميع قيادات جامعة الزقازيق، وهنيئًا للطلاب الـ47 الذين سيكملون دراستهم في الطب بشكل عادي، دون أي مخاطر تهدد تواجدهم ومستقبلهم بهذه الكلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك