جاكرتا تشهد احتجاجات واسعة النطاق وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تظاهر آلاف الإندونيسيين في عدة مدن، بينما عززت السلطات الأمن ونشرت الجيش في العاصمة، وذلك على خلفية اضطرابات عنيفة أودت بحياة ستة أشخاص، ما دفع الرئيس برابوو سوبيانتو إلى اتخاذ تدابير أكثر حزماً.
احتجاجات أمام البرلمان
تجمع نحو 500 متظاهر أمام مقر البرلمان في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وسط انتشار مكثف لعناصر الجيش. وتفرق المتظاهرون في وقت لاحق من دون تسجيل أي حوادث، بعد تحذير الرئيس برابوو سوبيانتو بضرورة انتهاء المظاهرات قبل حلول المساء.
شهدت غورونتالو في جزيرة سولاويزي مواجهات بين المتظاهرين والشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وفي باندونغ بجزيرة جاوة، ألقى متظاهرون قنابل المولوتوف والألعاب النارية على مبنى المجلس الإقليمي.
توسع رقعة الاحتجاجات
في بالمبانغ بجزيرة سومطرة، خرج الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم، في حين شارك المئات في تجمعات مماثلة في جزيرة بورنيو ومدينة يوغياكارتا.
مطالب المتظاهرين
طالبت نافتا كيسيا كيماليا، وهي طالبة مشاركة في التحركات الاحتجاجية، بإصلاح البرلمان. وأعربت عن أملها في لقاء النواب والتحدث إليهم مباشرة، متسائلة عما إذا كانوا ينتظرون فرض الأحكام العرفية.
بداية الاحتجاجات وتطورها
اندلعت الاحتجاجات في البداية رفضًا للامتيازات المالية المخصصة للمسؤولين، خاصة بدلات السكن للنواب، مما أجبر الرئيس على إلغاء جزء منها. ويعبر المحتجون أيضًا عن استيائهم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
بدأت الاحتجاجات بشكل سلمي، ثم اتسع نطاقها ليشمل مدنًا رئيسية، بما في ذلك العاصمة. وشهدت أعمال عنف بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مركبة شرطة تصدم دراجة نارية أجرة في جاكرتا وتدهس سائقها الشاب.
أعمال عنف وإجراءات أمنية
تعتبر هذه الاحتجاجات الأكبر والأكثر عنفاً منذ تولي برابوو سوبيانتو السلطة. وسعى الرئيس إلى تهدئة الأوضاع بإلغاء جزء من المخصصات المقدمة لأعضاء البرلمان، والتي أثارت استياء واسعًا.
زيارة الرئيس للمصابين
زار الرئيس برابوو رجال شرطة أصيبوا في الاشتباكات، وأدان المتظاهرين بشدة. وأكد على أهمية احترام الحق في التجمع السلمي، لكنه شدد على ضرورة الالتزام بالقانون والحصول على إذن للتظاهر، وإنهاء المظاهرات في الساعة السادسة مساءً.
تحقيقات في تجاوزات الشرطة
أثار مقتل سائق الدراجة النارية غضباً واسعاً، مما أدى إلى تصاعد العنف في الاحتجاجات. وأعلن مسؤول في الشرطة الوطنية عن فتح تحقيق في تجاوزات ارتكبها عناصر من الشرطة، مؤكداً أن المتورطين سيواجهون المحاكمة وقد يتم فصلهم من الخدمة.
تعزيزات أمنية في جاكرتا
نشرت الشرطة حواجز في أنحاء جاكرتا، وأعلنت عن تسيير دوريات لحماية المواطنين. كما انتشر جنود في المدينة، وتمركز قناصة في مواقع استراتيجية. وشهدت شوارع العاصمة هدوءاً نسبياً بعد أن طلبت العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية من موظفيها العمل عن بعد.
استياء شعبي متزايد
أعرب سوواردي، وهو بائع وجبات خفيفة، عن استيائه من أداء الحكومة الإندونيسية، معتبراً أنها لا تستمع إلى مطالب الشعب.
تخريب ونهب
شهدت الأيام الأخيرة أعمال نهب استهدفت منازل عدد من النواب ووزيرة المالية سري مولياني إندراواتي، إضافة إلى أعمال العنف التي تخللت المظاهرات.
حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات إلى ستة قتلى. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم بعد حريق أشعله متظاهرون في مبنى المجلس في مدينة ماكاسار. وقتل شخص آخر في ماكاسار بعد تعرضه للضرب على أيدي حشود اشتبهت في أنه عنصر مخابرات. وفي يوغياكارتا، أكدت جامعة أميكوم مقتل أحد طلابها خلال الاحتجاجات، لكن ملابسات مقتله لا تزال غير واضحة.
تأجيل زيارة رسمية
أجبرت التوترات المتصاعدة الرئيس برابوو على إلغاء زيارة رسمية كانت مقررة إلى الصين. كما أعلنت منصة “تيك توك” تعليق ميزة البث المباشر في إندونيسيا “بسبب تصاعد العنف خلال المظاهرات”.