تركيا وإندونيسيا توقعان أكبر صفقة دفاعية في التاريخ
وقّعت إندونيسيا وتركيا اتفاقيةً تاريخيةً لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز “KAAN” التركية الصنع بقيمة 10 مليارات دولار، خلال فعاليات معرض “إندو ديفينس إكسبو” في جاكرتا. الصفقة التي تمتد على مدى عقدٍ كامل تُعتبر الأضخم في مجال التصدير الدفاعي التركي، وتعزز تحالفًا إستراتيجيًا بين البلدين في ظل تنامي التوترات الإقليمية.
مواصفات الطائرة التركية
طائرة “KAAN” هي مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، صممتها “الشركة التركية للصناعات الجوية والفضائية” بدعمٍ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. تتميز بتقنية التخفي الراداري، وسرعة قصوى تصل إلى 1.8 ماخ، ونطاق عملياتي يمتد لـ600 ميل بحري. أجرت أولى رحلاتها التجريبية في فبراير 2024، ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى للقوات الجوية التركية بحلول 2028.
تعاون إستراتيجي
الاتفاقية تأتي تتويجًا لمسارات تقارب بين أنقرة وجاكرتا، بدأت بعقد شراكة لإنتاج مسيرات في فبراير 2025، وتوقيع رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو – الذي تولى منصبه في أكتوبر 2024 – مذكرة تفاهم للانضمام لبرنامج “KAAN” خلال زيارته لأنقرة في أبريل الماضي. الصفقة توفر لإندونيسيا تقنيات متقدمة دون قيود التصدير الغربية، مقابل تعزيز مكانة تركيا كلاعب رئيسي في سوق السلاح العالمية.
تحولات سوق السلاح العالمية
تُمثل الصفقة تحديًا للهيمنة الغربية على صناعة الطائرات القتالية، خاصة بعد استبعاد تركيا من برنامج “إف-35” الأمريكي عام 2019. وبحسب معهد “ستوكهولم لأبحاث السلام”، قفزت الصادرات الدفاعية التركية 106% خلال 4 سنوات، فيما تسعى إندونيسيا لرفع إنفاقها العسكري إلى 1.5% من الناتج المحلي بحلول 2029.
ميزات تنافسية
تبلغ تكلفة الطائرة الواحدة 208 مليون دولار، وهي أقل بنحو 50% من نظيرتها الأمريكية “إف-35”. وتشمل الصفقة نقل تكنولوجيا وإنتاجًا مشتركًا، مما يتيح لجاكرتا تطوير صناعتها المحلية. يُذكر أن إندونيسيا سبق أن تعثرت في صفقة مماثلة مع روسيا عام 2021 بسبب العقوبات الأمريكية.
تداعيات جيوسياسية
الشراكة التركية-الإندونيسية قد تشجع دولًا أخرى مثل السعودية وماليزيا على تبني “KAAN”، خاصة مع مفاوضات الرياض لشراء 100 طائرة. كما تُظهر الصفقة تحولًا في سياسة جاكرتا لتجنب التبعية لقوى عظمى، بعد استكمالها صفقةً لشراء 42 طائرة “رافال” الفرنسية بقيمة 8.1 مليارات دولار عام 2022.
رحلة التطوير التقني
تعتمد “KAAN” حاليًا على محركات “جنرال إلكتريك” الأمريكية، لكن تركيا تخطط للتحول لمحركات محلية الصنع بحلول 2030. وقد أكد الرئيس التركي لأبحاث الصناعات الدفاعية “حالق غورغون” أن الطائرة ستدمج أنظمة ذكاء اصطناعي للعمل مع المسيرات القتالية، مما يعزز قدراتها في سيناريوهات الحرب الإلكترونية.