السبت 10 مايو 2025
spot_img

إعادة إعمار حلب: جهود شعبية وسط نقص المساعدات

تواصل جهود إعادة بناء مدينة حلب، التاريخية والمهمة اقتصادياً، من قبل العديد من السوريين، أبرزهم موسى الحاج خليل، في وقت تسعى فيه قيادات جديدة في سوريا للبدء بعمليات إعادة الإعمار على نطاق واسع.

حلب تحت الأنقاض

عانت حلب، المدينة الثانية في سوريا والمصنفة كموقع تراث عالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، من دمار واسع نتيجة صراع دام أكثر من عقد. شهدت المدينة معارك عنيفة وحصارات وغارات جوية، وأصبحت ضحية لهجمات متكررة بالبراميل المتفجرة.

يحاول سكان حلب اليوم استعادة حياتهم بطرقهم الخاصة، ولا يعتزمون الانتظار لرؤية ما إذا كانت جهود الحكومة السورية الجديدة ستتمكن من تأمين التمويل الدولي اللازم لإعادة الإعمار.

قصص من المعاناة

قال خليل، البالغ من العمر 65 عاماً، والذي قضى سبع سنوات في مخيم للنازحين على الحدود السورية-التركية، لوكالة رويترز: «ما حدا عم يساعدنا، لا من دول ولا من منظمات». وتابع، وهو يتابع العمال في ترميم منزله المدمر في قرية رتيان: «شعب فقير وخاربين بيوته، عم يجي ويحاول يسكن». عاد خليل بمفرده قبل شهر ليعيد بناء منزله تمهيداً لاستقبال عائلته من المخيم.

تعد حلب أول مدينة يكسبها الثوار خلال هجومهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ومع نهاية الحملة في أواخر نوفمبر، وضعت الحرب أوزارها بعد 14 عاماً من النزاع، أسفرت عن وفاة مئات الآلاف ونزوح الملايين وتدمير أجزاء كبيرة من البلاد.

جهود الإعمار الشعبية

مع سعي سوريا لتخفيف العقوبات، تكتسب جهود إعادة الإعمار الشعبية زخماً متزايداً، مما يخلق فرص عمل جديدة. يعمل المقاولون على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد، مستفيدين من المواد القابلة للاستخدام من الأنقاض مثل الطوب المكسور والأسمنت.

التحديات التمويلية

قال المقاول ماهر رجوب: «هناك حركة بناء الآن، عم نشتغل، الحمد لله رب العالمين»، لكنه أشار إلى أن التحديات كبيرة. وقد أشار الأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن البرنامج يأمل في تقديم 1.3 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات لدعم جهود إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية.

في سياق متصل، تعهدت دول خليجية مثل قطر بمساعدة سوريا، بيد أن العقوبات الأميركية تعرقل هذه الجهود. وضعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى شروطاً تحد من رفع العقوبات، مطالبة بالالتزام بالحكم السلمي من جانب الحكام الجدد.

وضع السكان

مع عدم استجابة الدول أو المنظمات المعنية، يعيش السكان ظروفاً صعبة. قال مصطفى مروش، صاحب متجر خضراوات: «ساكنين بالمخيمات بالشمس… وجينا عم نظبط أمورنا على قد إمكانياتنا، يعني حسب الاستطاعة».

اقرأ أيضا

اخترنا لك