أحبطت قوات الجيش الإسرائيلي محاولة جديدة لتهريب أسلحة عبر الحدود الجنوبية مع مصر، حيث استخدمت طائرة مسيرة قادمة من الأراضي المصرية. هذه الواقعة تأتي وسط تحذيرات من تزايد عمليات التهريب عبر ما أُطلق عليه “القطار الجوي الهجومي من سيناء”.
محاولة تهريب محبطة
ووفقاً لمصادر عسكرية، قامت وحدات من لواء “فاران” برصد طائرة مسيرة محملة بأسلحة وذخيرة، وتمكنت من تعطيلها قبل دخولها إلى الأراضي الإسرائيلية. وأُحيلت الأسلحة المضبوطة إلى الجهات المعنية لمتابعة التحقيق.
تصاعد ظاهرة التهريب
تشير التقارير الإعلامية إلى أن هذه الحادثة تأتي في سياق تزايد ملحوظ لظاهرة التهريب المنظم عبر الحدود مع مصر، حيث أصبحت الطائرات المسيرة وسيلة رئيسية لنقل الأسلحة والمواد المخدرة.
في مقابلة مع برنامج “الأستوديو المفتوح”، أكد الصحافي إلكهان غرونر من موقع “الصوت اليهودي” أن التهريب بالطائرات المسيرة آخذ في التزايد بشكل مقلق، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي ينجح في ضبط طائرة واحدة فقط من بين 50 إلى 100 طائرة تعبر الحدود بشكل يومي.
تفاصيل صادمة من الميدان
وأضاف غرونر أن الظاهرة تجاوزت مراحلها السابقة، ووصفها بـ”القطار الجوي الحقيقي”. وسرد شاهد عيان تفاصيل مثيرة قائلاً إن طائرة مسيرة عبرت بعد نصف ساعة من مغادرتهم موقع فتحة نتسانا، وأُحصيت 25 طائرة مسيرة في ليلة واحدة فوق بئر غل.
وأوضح غرونر أن كل طائرة تحمل في المتوسط كميات كبيرة من الأسلحة، مثل 30 مسدساً أو 10 بنادق، مما يشكل تهديداً أمنياً مباشراً ويدعم تجارة تُدر ملايين الدولارات، جزء من عائداتها يُستخدم لتمويل الأنشطة الإرهابية.
دعوات للانتباه
وفي سياق متصل، خاطب النائب تسفي سوكوت (من حزب الليكود) رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، داعياً إلى عقد جلسة طارئة بحضور ممثلي أجهزة الأمن. وحذر من التزايد الحاد في عمليات التهريب، مشيراً إلى أن المعلومات المستندة على جولات ميدانية توضح عبور مئات الطائرات يومياً.
وأكد سوكوت أن هذا الوضع يشكل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل والمواطنين، سواء من خلال تسهيل وصول الأسلحة لعصابات الجريمة المنظمة أو خلايا إرهابية، مشدداً على أن الردود النظامية من الجيش والأجهزة الأمنية لم تُفعَّل بشكل كافٍ.
شبكات التهريب في سيناء
تؤكد التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن شبكات التهريب تعمل بتنسيق بين عناصر إجرامية في سيناء وعصابات جريمة منظمة داخل إسرائيل، خاصة في المجتمع العربي. حيث تُستخدم الأسلحة المهربة في جرائم العنف المتزايدة، بينما تُهرّب المخدرات إلى الأسواق المحلية والإقليمية.
ورغم الاستثمارات في أنظمة الرادار المتقدمة والتشويش الإلكتروني، يشير الخبراء إلى أن الابتكار لدى المهربين يتفوق على القدرات الدفاعية الحالية.
دعوات للإصلاح والتحسين
لذا، يحث مسؤولون أمنيون وسياسيون على تنفيذ خطة وطنية شاملة تشمل تعزيز التعاون الأمني مع الجانب المصري، تطوير تقنيات كشف جديدة، وتشديد العقوبات على مهربي الأسلحة.
لقد تحولت ظاهرة تهريب الطائرات المسيرة من تحدٍ حدودي عابر إلى تهديد استراتيجي داخلي، يُهدد الاستقرار المجتمعي ويقوض جهود مكافحة الجريمة المنظمة، ليصبح في صميم أولويات الأمن القومي الإسرائيلي.


