منعت السلطات الإسرائيلية، أمس الاثنين، نائبين من حزب العمال البريطاني من دخول إسرائيل أثناء توجههما إلى الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
منع دخول نواب بريطانيين
كان النائبان، سيمون أوفر وبيتر برينسلي، ضمن وفد برلماني بريطاني يهدف إلى الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والطبية في الضفة الغربية. الزيارة كانت تهدف لتفقد عمل منظمات مثل “المساعدة الطبية للفلسطينيين”.
أعرب النائبان في بيان مشترك عن أسفهما العميق لقرار المنع. وأكدا أن هذا القرار يحرمهما من فرصة تقييم التحديات التي تواجه المرافق الطبية في المنطقة بشكل مباشر.
استنكار بريطاني للقرار
وزارة الخارجية البريطانية أعربت عن استنكارها الشديد للحادث. ووصف متحدث باسم الوزارة منع النائبين بأنه “أمر غير مقبول على الإطلاق ومثير للقلق العميق”.
أكد المتحدث أن الوزير هاميش فالكونر والمسؤولين كانوا على تواصل دائم مع النائبين. وأضاف أن بريطانيا أوضحت لإسرائيل أن هذه ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع البرلمانيين البريطانيين.
تفاصيل الواقعة والاحتجاز
كان النائبان يعبران إلى إسرائيل من الأردن في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. مجلس “التفاهم العربي البريطاني” قام بتنظيم الزيارة، لكن السلطات الإسرائيلية أوقفتهما.
صرح أوفر لـ”بي بي سي” أنهما احتجزا في مكتب الجوازات. تم تسليمهما وثيقة تفيد بموافقتهما على مغادرة إسرائيل، ثم اقتيدا إلى حافلة أعادتهما إلى الأردن.
أسباب المنع المزعومة
أُبلغ النائبان بأن المنع جاء لأسباب تتعلق بـ “النظام العام”. وأكد أوفر أن طلبات وزارة الخارجية البريطانية للسلطات الإسرائيلية قد رُفضت.
أعرب أوفر عن خيبة أمله، مشيراً إلى أنهما طبيبان. وأضاف أن الهدف من الزيارة كان تفقد مرافق الرعاية الصحية في الضفة الغربية وتقديم الدعم اللازم لها.
برنامج الزيارة الملغاة
كان من المقرر أن يلتقي النائبان بالقنصل العام البريطاني في القدس. كما كانا يعتزمان لقاء منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية، كجزء من برنامج الزيارة.
رحلات البرلمانيين ورفض الدخول
أكد كريس دويل، مدير مجلس “التفاهم العربي البريطاني”، أن المجلس ينظم رحلات للبرلمانيين منذ سنوات. ووصف حالات رفض الدخول الأخيرة بأنها “مؤسفة”.
شدد دويل على أهمية اطلاع السياسيين البريطانيين على الوضع في المنطقة. وأشار إلى أن ذلك يساعدهم على تقييم الأوضاع المتغيرة وتحديد السياسة البريطانية تجاهها.
حالات منع سابقة لنواب عمال
سبق أن مُنعت نائبتان أخريان من حزب العمال، ابتسام محمد ويوان يانغ، من دخول إسرائيل في نيسان الماضي. وكانت الزيارة أيضاً من تنظيم “التفاهم العربي البريطاني”.
السلطات الإسرائيلية اتهمت النائبتين بـ “ترويج ادعاءات كاذبة والمشاركة في نشاط للترويج لعقوبات ضد وزراء إسرائيليين”. لكن النائبتين نفيتا هذه الاتهامات.
ردود فعل على منع النواب
أكدت ابتسام محمد ويوان يانغ على حق البرلمانيين في التعبير عن آرائهم بحرية. وأضافتا أنه يجب ألا يتعرضوا للاستهداف بسبب مواقفهم السياسية.
وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد لامي، وصف الخطوة الإسرائيلية بأنها “غير مقبولة ومثيرة للقلق البالغ”.