غزة تحت وطأة الاغتيالات الإسرائيلية المتصاعدة
تصاعدت وتيرة الاغتيالات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، مستهدفةً نشطاء ميدانيين، قيادات مجتمعية، وعناصر فاعلة في حماس وفصائل فلسطينية أخرى. العمليات طالت كوادر في كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، بالإضافة إلى شخصيات في قطاعي الاستخبارات والتصنيع العسكري.
أفادت مصادر من حماس، أن أربعة من قادة كتائب القسام قد اغتيلوا، إلى جانب نشطاء آخرين يعملون في مجالات حساسة كالاستخبارات وتطوير القدرات العسكرية للقسام.
الغارات الإسرائيلية الأخيرة
أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن بعض الاغتيالات، في حين لم يعترف بعمليات أخرى، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية ونطاق هذه العمليات.
اغتيال وزير سابق مقرب من هنية
في عملية نوعية، اغتالت إسرائيل القيادي البارز محمد فرج الغول، فجر يوم الثلاثاء، بغارة استهدفته غرب مدينة غزة. الغول، الذي كان أحد قادة جهاز الدعوة في حماس، يُعد من الشخصيات المحورية في الحركة.
مسيرة الغول السياسية والدعوية
تقلد الغول منصب وزير العدل في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة إسماعيل هنية، عقب فوز حماس في انتخابات 2006. كما ترأس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي بعد انتهاء فترة ولايته الوزارية.
مكانة الغول في حماس
أكدت مصادر من حماس أن الغول كان “أحد الأعمدة داخل الحركة”، ولعب دورًا بارزًا في صياغة اللوائح والقوانين الداخلية. كان عضوًا في مجلس شورى حماس، والهيئة الإدارية، والمكتب السياسي في إحدى الدورات الانتخابية.
كان الغول مقربًا من إسماعيل هنية، تربطه علاقة قوية بمؤسس الحركة أحمد ياسين، وقيادات أخرى مثل عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب.
ترتيبات تنظيمية داخلية
تشير المصادر إلى أن الغول سعى مؤخرًا لترتيب بعض القضايا التنظيمية الداخلية، وكان مرشحًا لخلافة قيادات اغتيلت بعد استئناف الحرب.
استهداف النشطاء الدعويين والعسكريين
في سياق متصل، اغتالت إسرائيل الداعية البارز حسين جودة، أحد وجهاء حماس في غرب غزة، بقصف منزله في مخيم الشاطئ.
ضربات تطال قيادات القسام
استهدفت العمليات العسكرية الإسرائيلية محمد الغصين، القيادي البارز في لواء غزة التابع لكتائب القسام، والذي تولى قيادة كتيبة التفاح والدرج، خلفًا لقادة سابقين اغتيلوا.
تصفية قادة كتائب جباليا
كما اغتيل إياد نصر، قائد كتيبة جباليا النزلة، الملقب بـ”الصقر”، مع أفراد من عائلته، بعد أيام من مقتل جنود إسرائيليين في هجمات نفذتها حماس في المنطقة.
إعلانات الجيش الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال قيادات ميدانية من حماس والجهاد الإسلامي، بينهم فضل أبو العطا، قائد كتيبة الشجاعية في سرايا القدس، ومحمد أبو عواد، ومصطفى دباباش، وآخرين يعملون في تصنيع الوسائل القتالية.
أبو عواد ودوره في تطوير القسام
وفقًا لمصادر في حماس، عمل أبو عواد لسنوات في ليبيا وسوريا، وكان من القيادات البارزة في وحدات التطوير والتصنيع داخل القسام، ولعب دورًا أمنيًا في كشف مهام استخباراتية إسرائيلية.
كشف الكاميرات الأمنية
كشف أبو عواد العديد من الكاميرات الأمنية التي زرعتها إسرائيل داخل غزة، واستخدمت بشكل عكسي لخدمة حماس. تعرض لمحاولات اغتيال أدت إلى مقتل زوجته وأبنائه.
استهداف الأسرى المحررين
كشفت عمليات الاغتيال الإسرائيلية عن استهداف عدد من الأسرى المحررين من حماس وفتح وفصائل أخرى، الذين أفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى.
تفسيرات ودوافع
لا تربط مصادر في حماس بين الاغتيالات المتزايدة ومقتل جنود إسرائيليين، لكنها لا تنفي احتمال وجود خرق أمني أدى إلى الوصول إلى القيادات.
الجهد الاستخباراتي الإسرائيلي
ترى المصادر أن الاغتيالات “طبيعية في ظل الحرب القائمة والجهد الاستخباراتي الإسرائيلي للقضاء على كل هدف ممكن”.