الأحد 2 نوفمبر 2025
spot_img

إسرائيل تصعّد بالضفة: دهم واعتقالات ومنع للصليب الأحمر

spot_img

في تصعيد متزامن، شن الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية، عقب عملية اغتيال ثلاثة فلسطينيين في جنين. بالتوازي، وقّع وزير الدفاع الإسرائيلي قراراً يمنع ممثلي الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين، ما أثار ردود فعل فلسطينية ودولية منددة.

اقتحامات واعتقالات بالضفة

شملت الاقتحامات الإسرائيلية مدن رام الله، وبيت لحم، وقلقيلية، وطولكرم، ونابلس، وأبو ديس، حيث نفذت القوات عمليات دهم واعتقال طالت عدداً من الفلسطينيين، بالإضافة إلى تحقيقات ميدانية واسعة.

تركّزت المداهمات في مخيم الدهيشة ببيت لحم، حيث أخضع أكثر من 40 فلسطينياً لتحقيقات ميدانية مكثفة، ترافق ذلك مع تفتيش دقيق للمنازل.

“إرهاب الفلسطينيين”

أفادت مصادر أمنية بأن الجيش الإسرائيلي يتعمد “إرهاب الفلسطينيين” في المخيمات والمدن، من خلال الاقتحامات المتكررة والتفتيش العشوائي، ومصادرة الهواتف المحمولة، وتهديد الشبان، وهو ما وصفته المصادر بأنه “نهج متصاعد” منذ أكتوبر 2023.

إلى جانب بيت لحم، طالت الاعتقالات مناطق أخرى في الضفة، حيث اعتقل 11 فلسطينياً من رام الله، وثلاثة من قلقيلية، ورجلاً وأبناءه الثلاثة من طولكرم، وشاباً من نابلس، وشابين من أبو ديس.

اغتيال في جنين

تأتي هذه الاعتقالات في ذروة تصعيد إسرائيلي في الضفة، بعد اغتيال الجيش الإسرائيلي لثلاثة فلسطينيين في قرية كفر قود، غرب جنين.

اتهم الجيش الإسرائيلي الخلية الفلسطينية بأنها كانت في مراحل متقدمة لتنفيذ هجوم في مخيم جنين، الذي يخضع لعمليات عسكرية إسرائيلية متواصلة منذ يناير الماضي.

تدابير ضرورية

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنه وجه الجيش لاتخاذ “جميع التدابير اللازمة، براً وجواً”، للقضاء على ما وصفه “التهديدات الإرهابية في الضفة الغربية”.

أكد كاتس أن القوات ستواصل انتشارها في جنين وطولكرم “لمنع الإرهاب والهجمات”، وأن كل من يدعم “الإرهاب” سيعرض نفسه للمساءلة.

منع زيارات الصليب الأحمر

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وقّع كاتس قراراً يمنع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة المعتقلين الفلسطينيين.

وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية، سيُطبق القرار على أي شخص مسجون بموجب تعريف “المقاتل غير الشرعي”، ما يعني منع الزيارات عن آلاف المعتقلين.

“أمن الدولة أولاً”

برر كاتس قراره بأن “زيارات الصليب الأحمر للإرهابيين في السجون ستضر بأمن الدولة بشكل خطير”، مؤكداً أن “أمن الدولة ومواطنينا يأتيان في المقام الأول”.

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أعرب عن قلقه إزاء “نقل معلومات في إطار زيارات السجون”، ما ساهم في اتخاذ هذا القرار.

خلافات داخلية

كشفت تقارير عن صراع بين وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، المعارض لزيارات الصليب الأحمر، ومجلس الأمن القومي الداعم لها، قبل أن يتم تبني موقف بن غفير في النهاية.

أكدت مصادر أن القرار اتُّخذ أيضاً نتيجةً لضغوط بن غفير، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الأسرى الفلسطينيين.

“جحيم السجون”

انتقد عوديد فيلر، المستشار القانوني لجمعية الحقوق المدنية، قرار منع الصليب الأحمر من زيارة السجون، واصفاً مراكز الاحتجاز الإسرائيلية بأنها “جحيم”.

أشار فيلر إلى شهادات مروعة عن “التعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجسدي والجنسي”، التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

“جرائم السجون”

اتهم نادي الأسير الفلسطيني وزير الدفاع الإسرائيلي بتوفير “غطاء إضافي لمنظومة السجون الإسرائيلية لمواصلة جرائمها”، مطالباً المجتمع الدولي بالتحقيق في “الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين”.

دعا النادي إلى “الضغط الفوري على سلطات الاحتلال للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف زياراتها للأسرى”.

أرقام الاعتقال

أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن إسرائيل تواصل اعتقال 9100 فلسطيني في سجونها، بينهم 400 طفل و49 سيدة، وسط مخاوف متزايدة بشأن أوضاعهم الإنسانية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك