السبت 13 سبتمبر 2025
spot_img

إسرائيل تستهدف قادة الحوثي وسط المدنيين بصنعاء

spot_img

تصاعدت المخاوف على سلامة المدنيين في المناطق الخاضعة للحوثيين، مع ارتفاع حدة المواجهة بين الجماعة وإسرائيل. وتأتي هذه المخاوف بعد أن وسعت إسرائيل نطاق عملياتها من استهداف البنى التحتية إلى ملاحقة قيادات الجماعة المتحصنة داخل التجمعات السكانية، وهو ما يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر.

مخاطر محدقة بالمدنيين

كشفت الضربات الإسرائيلية الأخيرة في صنعاء عن حجم المخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين. يتخذ قادة الجماعة من المناطق السكنية ملاذاً آمناً لإدارة عملياتهم، مما يعرض السكان للخطر الدائم.

يتنقل القياديون الحوثيون باستمرار بين الأحياء السكنية، ويغيرون أماكن إقامتهم تحسباً لأي استهداف محتمل، مما يزيد من صعوبة تجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية.

أهوال في صنعاء

أفاد سكان محليون في صنعاء عن فزع المدنيين في حي التحرير، إثر استهداف مقر التوجيه المعنوي التابع للحوثيين بغارات إسرائيلية. المقر، الذي تحول إلى دائرة الإعلام الحربي، أسفر استهدافه عن مقتل العشرات.

تبين أن غالبية الضحايا كانوا من المدنيين، إما بسبب تواجدهم في المنطقة المزدحمة أو عملهم في صحيفة تابعة للحوثيين. كما لقي أحد موظفي وكالة “سبأ” مصرعه بعد نقل مقر الوكالة إلى مبنى الإعلام الحربي.

أضرار واسعة النطاق

أكدت مصادر محلية تضرر المحال التجارية والمنازل والسيارات القريبة من الموقع المستهدف. تركزت الضربات على مجمع الإعلام الحربي الممتد من “البنك اليمني للإنشاء والتعمير” إلى شارع القيادة.

تضرر المتحف الوطني المجاور لمبنى الإعلام الحربي، حيث تساقطت النوافذ وتضررت بعض القطع الأثرية نتيجة الشظايا وسقوط أجزاء من المبنى.

إغلاق وتعتيم إعلامي

أفاد سكان بإغلاق الحوثيين للمنطقة بشكل كامل لليوم الثالث على التوالي، رغم إعلانهم عن حصيلة الضحايا. يثير هذا الإجراء شكوكاً حول استمرار عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، واحتمال وجود عناصر عسكرية من الجماعة بين القتلى.

تحفظ وتعتيم إعلامي

يزيد من الشكوك وجود مطابع صحافية حديثة واستوديو تلفزيوني متطور داخل المبنى، كان خبراء عراقيون قد أشرفوا على تجهيزه في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

رغم شهادات السكان عن تدمير منزل مجاور للموقع المستهدف ومقتل نحو 18 شخصاً من أربع عائلات، يرفض الحوثيون الكشف عن هوية الضحايا ويواصلون إغلاق المنطقة ومنع الدخول إليها.

قيود على الإعلام

منعت الجماعة وسائل الإعلام العاملة في مناطق سيطرتها من الدخول إلى الموقع وتصوير الأضرار، واكتفت بتزويدهم بمقاطع فيديو من تصوير عناصرها.

نشر عاملون في صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن” التابعتين للحوثيين أسماء بعض القتلى من طاقم الصحيفتين، فيما أعلنت عائلات أخرى عن أسماء ذويها الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي بمحافظة الجوف.

غارات متزامنة

شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على المجمع الحكومي في مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، بالتزامن مع غاراتها في صنعاء.

تجاهل عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، هذه الغارات وضحاياها في خطابه الأسبوعي، وركز على التطورات في غزة ولبنان وسوريا.

مخاوف من تصعيد

في حين لوحت وسائل الإعلام الحوثية بالرد على إسرائيل، أعرب قطاع واسع من السكان عن مخاوفهم من رد إسرائيلي مضاد يكون المدنيون أبرز ضحاياه، خاصة مع تحصن القادة الحوثيين في المناطق السكنية.

مواجهة متصاعدة

يرى مراقبون أن إسرائيل تتجنب الرد على هجمات الحوثيين التي لا تحدث أضراراً، لكنها ترد بقسوة في حال وصول الصواريخ أو المسيرات إلى أهدافها وإلحاقها أضراراً بالمنشآت.

استهداف البنى التحتية

دمرت الطائرات الإسرائيلية العديد من البنى التحتية والمرافق الحيوية التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية، بما في ذلك أرصفة موانئ، ومخازن نفط، ومحطات كهرباء، ومصانع أسمنت، ومطار صنعاء، وثلاث طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية.

استهداف القيادات

يرجح مراقبون استمرار إسرائيل في استهداف القادة الحوثيين، على غرار تجربتها مع قادة “حزب الله” اللبناني، ويرون أن هذه الطريقة ستكون أكثر تأثيراً على قدرات الجماعة.

زعزعة الاستقرار

ترى الباحثة أبريل لونجلي أن مقتل قادة بارزين في الجماعة الحوثية قد يضعف قبضتها على شمال البلاد ويزعزع استقرارها الداخلي، لكنه لن يكفي لوقف هجماتها أو إنهاء سلطتها.

معاناة متزايدة

تتوقع لونجلي دخول الجانبان مرحلة خطيرة من التصعيد، مع معاناة متزايدة للمدنيين ومخاطر متزايدة على الأمن البحري والإقليمي.

أزمة إنسانية

يأتي هذا التصعيد وسط تحذيرات من حاجة أكثر من 12 مليون شخص في مناطق سيطرة الحوثيين إلى المساعدات الإنسانية، وظهور بؤر مجاعة في ثلاث محافظات، مع تراجع التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية إلى 15 في المائة فقط.

اقرأ أيضا

اخترنا لك