الأربعاء 15 أكتوبر 2025
spot_img

إسرائيل تؤجل المساعدات لغزة و”حماس” تعدم علنا

spot_img

في تطورات متسارعة تشهدها الأوضاع في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل عن تأجيل دخول المساعدات الإنسانية وإبقاء المعابر الحدودية مغلقة، بالتزامن مع استعادة حركة “حماس” سيطرتها على مناطق في القطاع، وسط تساؤلات حول مستقبل خطة السلام التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

قيود على المساعدات

أفاد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين بقرار تقييد المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة وتأجيل فتح المعبر الحدودي مع مصر حتى إشعار آخر، وبرر المسؤولون هذا القرار ببطء حركة “حماس” في تسليم رفات الرهائن المتوفين، في حين عزت الحركة الصعوبات في تحديد مواقع الرفات.

يأتي هذا القرار في ظل حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في القطاع، الذي يعاني أوضاعًا معيشية صعبة جراء سنوات من النزاع وتدهور البنية التحتية.

عودة حماس للسيطرة

استعادت حركة “حماس” بشكل سريع السيطرة على شوارع ومناطق حضرية في غزة، وذلك عقب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي.

وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر عناصر من “حماس” وهم ينفذون عمليات إعدام علنية بحق سبعة أشخاص في مدينة غزة، في مشهد أثار صدمة واستياء واسعين. وأكد مصدر في “حماس” صحة الفيديو، مشيرًا إلى أن مقاتلين من الحركة شاركوا في عمليات الإعدام.

عقبات أمام التسوية

تسلط عودة “حماس” إلى ممارسة سلطتها في غزة واستمرار العنف الضوء على العقبات الكبيرة التي تواجه الجهود المبذولة لتحويل خطة ترامب لوقف إطلاق النار إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكد سكان في غزة، اليوم الثلاثاء، على انتشار مكثف لعناصر “حماس” في الشوارع والطرق الرئيسية، خاصة تلك التي تسلكها قوافل المساعدات.

اشتباكات وقصف متبادل

تشير مصادر أمنية فلسطينية إلى مقتل العشرات في اشتباكات بين مقاتلي “حماس” وخصوم لها خلال الأيام القليلة الماضية، في حين أفادت السلطات الصحية في غزة بمقتل خمسة أشخاص في قصف بطائرات مسيرة استهدفهم أثناء توجههم لتفقد منازلهم، بالإضافة إلى سقوط قتيل وجريح في غارة جوية قرب خان يونس.

تبادلت حركة “حماس” وإسرائيل الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث اتهمت “حماس” إسرائيل بانتهاك الهدنة، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار على أشخاص تجاوزوا خطوط الهدنة واقتربوا من قواته.

مباحثات بلا نتائج

اختتمت القمة التي استضافها الرئيس ترامب في مصر، أمس الاثنين، دون تحقيق تقدم ملموس نحو تشكيل قوة عسكرية دولية أو حكومة جديدة في غزة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصريحات متضاربة حول مستقبل قطاع غزة وإدارة الأمن فيه، مما يزيد من حالة عدم اليقين والقلق لدى سكان القطاع.

شروط إسرائيلية مسبقة

يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار على أن إنهاء الحرب في غزة يتطلب تخلي “حماس” عن سلاحها وعن إدارة القطاع، وهو مطلب ترفضه الحركة بشدة.

في المقابل، صرح الرئيس ترامب بأن حركة “حماس” حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام في غزة، وهو ما أثار تساؤلات حول التوجهات المستقبلية للإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.

جهود إزالة الأنقاض

أفادت مصادر في “حماس” بأن الحركة لن تسمح مجددًا بالإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.

وعلى الرغم من تضررها الشديد جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، بدأت “حماس” في استعادة حضورها تدريجيًا مع عودة المقاتلين إلى الشوارع. كما نشرت الحركة المئات من العمال لإزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية وإصلاح البنية التحتية المتضررة.

الوضع الإنساني المتدهور

تسببت الحرب الأخيرة في غزة، التي اندلعت في أعقاب هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر 2023، في مقتل نحو 68 ألف شخص وتدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.

وتواجه غزة أزمة إنسانية حادة، حيث تحولت مساحات شاسعة منها إلى أنقاض، وتنتشر مظاهر الجوع والفقر. ورغم وصول بعض المساعدات الإنسانية، إلا أنها لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك