مع تجدد الهدنة في غزة، تتطلع إسرائيل إلى ترميم صورتها الدولية المتضررة، بعد أشهر من التدهور في العلاقات على خلفية الصراع الممتد منذ بداية الحرب في غزة.
## تراجع الدعم الدولي
شهد الرأي العام الغربي تحولاً ملحوظاً منذ السابع من أكتوبر 2023، تاريخ هجوم حركة حماس على إسرائيل، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 آخرين.
تصاعد الغضب الدولي بسبب الخسائر الإنسانية، وتزايد الاعتراف بدولة فلسطين من قبل دول غربية، رغم معارضة الحكومة الإسرائيلية وواشنطن.
أظهرت استطلاعات الرأي انحسار الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية، حتى في الولايات المتحدة، حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة.
## خسائر في السمعة
أقر خبراء ومسؤولون إسرائيليون بتضرر سمعة إسرائيل بشدة جراء الخسائر الإنسانية. وعبروا عن أملهم في أن يسهم تبادل الأسرى والرهائن في تحسين الصورة.
أكد مسؤول إسرائيلي أن هذه الخطوة قد تساعد في استعادة بعض التعاطف والشرعية المفقودة.
المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر، شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية ملموسة من قبل حكومة نتنياهو، تتجاوز مجرد التصريحات.
دعا ليرنر إلى التزام واضح بالسلام، وحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي، والاستثمار في الشراكات الإقليمية والإنسانية.
## غياب المشاركة
تغيب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قمة مصر التي ناقشت إنهاء الحرب على غزة، بحجة قرب حلول عيد يهودي.
دراسة لمركز بيو للأبحاث أظهرت أن 39% من الأميركيين يرون أن إسرائيل تجاوزت الحد في عمليتها العسكرية، مقارنة بـ 31% قبل عام.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، حذر من التداعيات الدبلوماسية للحرب في اجتماعات مغلقة مع نتنياهو.
نتنياهو صرح بأن إسرائيل ستحتاج إلى الاعتماد على نفسها بسبب الانتقادات الدولية، مؤكداً مواصلة الحرب حتى تدمير حماس.
دبلوماسي أوروبي غربي أكد أن تحسين السمعة يتطلب وقتاً طويلاً، وأن وقف إطلاق النار هو خطوة أولى فقط.
## مخاوف العزلة الدولية
أظهر استطلاع رأي أن أكثر من 66% من الإسرائيليين يخشون من العزلة الدولية، مقارنة بـ 55% في يوليو الماضي.
مرصد عالمي للجوع ذكر أن مدينة غزة تعاني من المجاعة، وهو ما رفضته إسرائيل.
لجنة تحقيق أممية اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهو ما نفته الحكومة الإسرائيلية بشدة.
يرى البعض أن عدم تعامل الحكومة الإسرائيلية مع المخاوف الغربية بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة فاقم من عزلة إسرائيل.
## تحديات التواصل
يشير مسؤولون سابقون إلى غياب التنسيق في التواصل، ونقص الموارد. ويرون أن جهود التواصل موزعة بين إدارات مختلفة، وأن مديرية الدبلوماسية العامة تفتقر إلى الموارد.
المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، يرى أن إسرائيل بحاجة إلى إنشاء منظمة حكومية مدنية لإدارة التواصل الدولي بفاعلية.
تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، ويدعو إلى إنشاء “مجلس سلام” بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
## مستقبل السلام
على الرغم من إعلان الرئيس ترمب عن نهاية “الكابوس الطويل”، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التسوية، مثل تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية ونزع سلاح حماس.
اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال هشاً، حيث فتح الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين اقتربوا من قواته.
بنينا شارفيت باروخ، دعت إسرائيل إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والاستقرار في غزة، وتجديد التواصل مع الدول العربية المعتدلة.
يرى البعض أن الحكومة اليمينية الحالية غير قادرة على بناء جسور مع الدول المجاورة والقيادة الفلسطينية.
السفير السابق إيمانويل نحشون، يرى أن أول خطوة لتحسين سمعة إسرائيل هي إجراء انتخابات واختيار حكومة جديدة.


