في تصعيد للجهود الدبلوماسية، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مطالبته نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل العاجل لوقف إطلاق النار الذي يستهدف المدنيين المنتظرين للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك على خلفية تقارير أممية تشير إلى مقتل المئات.
أردوغان وترامب: تدخل فوري
أكد أردوغان أنه بحث الأمر مع ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) نهاية حزيران (يونيو)، مشدداً على ضرورة تحرك واشنطن لوقف استهداف المدنيين في غزة.
ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن أردوغان قوله: “هناك أشخاص يُقتلون في طوابير (انتظار الحصول على) الطعام. يجب أن تتدخل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص”.
مبادرة تركية لإنهاء الأزمة
أوضح الرئيس التركي أنه اقترح على ترامب تولي زمام المبادرة بالتعاون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوقف “قتل الأبرياء” في طوابير انتظار الغذاء.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً منذ مطلع آذار (مارس)، ما يزيد من معاناة السكان.
توزيع المساعدات وسط الفوضى
بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع المساعدات الغذائية في القطاع في 26 أيار (مايو)، بعد منع إسرائيلي استمر لأكثر من شهرين لدخول الإمدادات.
إلا أن عمليات التوزيع تشهد فوضى واسعة، مع ورود تقارير شبه يومية عن سقوط قتلى وجرحى بنيران إسرائيلية تستهدف المدنيين.
حصيلة الضحايا في غزة
أفادت الأمم المتحدة بمقتل نحو 613 شخصاً خلال عمليات توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية أيار (مايو)، بينهم 509 قرب مراكز “مؤسسة غزة الإنسانية”.
في المقابل، اتهم الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” بالوقوف وراء تلك الحوادث المؤسفة التي أودت بحياة المئات.
نفي مؤسسة غزة الإنسانية
من جهته، نفى رئيس “مؤسسة غزة الإنسانية”، جوني مور، سقوط قتلى فلسطينيين في مواقع التوزيع التابعة للمؤسسة أو بالقرب منها، وهو قس إنجيلي مقرب من الرئيس ترامب.
وتثير هذه التصريحات المتضاربة تساؤلات حول حقيقة ما يجري على الأرض، وتزيد من تعقيد المشهد الإنساني في غزة.
فرصة للسلام الدائم
وفي سياق متصل، أشار أردوغان إلى أن انتهاء الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل يمثل فرصة جديدة لإنهاء القتال في غزة وتحقيق السلام المنشود.
وأكد أن “حماس” أبدت حسن نيتها في هذا الصدد، وأن الضغط الأميركي على إسرائيل سيكون حاسماً لنجاح أي اقتراح للهدنة.
الاستثمار في إعادة الإعمار
شدد الرئيس التركي على أهمية الاستثمار في مشروعات إعادة الإعمار في غزة، بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
وأكد أن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار يفتح الطريق نحو سلام دائم في المنطقة، ويضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني.
