حذرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من احتمال ارتفاع خطر انقطاع التيار الكهربائي بمعدل مئة مرة، إذا استمرت عمليات إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز الطبيعي وفق الجداول المحددة.
تحذيرات وزير الطاقة
يكتسب هذا التحذير أهمية كبيرة، كونه يستند إلى الإحصائيات التي تستخدمها وزارة الطاقة الأمريكية لدعم جهودها الرامية إلى إبقاء محطات الفحم والغاز الطبيعي مفتوحة، رغم القرارات المتوقعة بالإغلاق.
كما يُعتبر التقرير أداة بيد الإدارة الجمهورية في الكونغرس، لانتقاد مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية. ويسعى التقرير إلى تسريع بناء محطات جديدة تعتمد على الوقود الأحفوري، والتي يُعتقد أنها أكثر قدرة على تلبية احتياجات الطاقة بشكل مستمر.
توقعات حول الطاقة الأساسية
ووفقاً للتقرير، يتم استبدال محطات الطاقة “الأساسية” التي تلبي الطلب على مدار الساعة بمصادر طاقة متقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية. وقد توقّع التقرير أن يتم الاستعاضة عن 104 غيغاواط من القدرات الإنتاجية المزمع إلغاؤها بـ22 غيغاواط فقط من المصادر الأساسية.
بينما أظهرت السيناريوهات أن مدة انقطاع الكهرباء المتوقعة قد تتزايد بمعدل 100 مرة بحلول عام 2030. حتى في حال عدم إغلاق أي محطة، تشير النماذج إلى احتمال تضاعف خطر الانقطاعات بمقدار 34 مرة.
الأجندات البيئية وتأثيرها
في بيان صحفي، حملت وزارة الطاقة “الأجندة البيئية الراديكالية” المسؤولة عن هذا الوضع، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تقليص مصادر الطاقة. حيث اعتبر وزير الطاقة كريس رايت أن إغلاق مصادر الطاقة الأساسية مثل الفحم والغاز الطبيعي خطوة متهورة.
يأتي هذا التقرير في وقت تسعى فيه الوكالات الأمريكية إلى تنفيذ أوامر تنفيذية لدعم صناعة الفحم المتراجعة، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خاصة من مراكز البيانات. وقد أصدرت وزارة الطاقة أوامر بإبقاء محطة فحم في ميشيغان ومحطة غاز في بنسلفانيا قيد التشغيل خلال فصل الصيف.
مخاوف من تكاليف التشغيل
في المقابل، أعرب مؤيدو الطاقة المتجددة ومدافعون عن حقوق المستهلكين عن مخاوفهم من تحمل المواطنين تكاليف تشغيل محطات غير اقتصادية. وأوضحت كيتلين ماركيز، المديرة التنفيذية في مجموعة “Advanced Energy United”، أن تقرير وزارة الطاقة يعكس تضخيمًا لخطر انقطاع الكهرباء، ويقلل من مساهمات مصادر الطاقة المتجددة.
كما أشارت إلى أن ولاية تكساس استطاعت تحسين موثوقية شبكتها الكهربائية وخفض الأسعار من خلال الاعتماد على تقنيات الطاقة المتجددة.
تفاعلات سياسية متوقعة
من المتوقع أن تتضح في المرحلة القادمة كيفية تفاعل المشرعين ومنظمي الطاقة مع نتائج التقرير. خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، ضغطت وزارة الطاقة على لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية (FERC) لإصدار قانون يدعم محطات الفحم والطاقة النووية، ورغم رفض المقترح آنذاك، إلا أن الضغوط قد تتزايد على اللجنة للتحرك مرة أخرى.