الأحد 9 نوفمبر 2025
spot_img

إثيوبيا تواجه فشلًا جديدًا في مشروع سد ميجيش

spot_img

كشف الباحث المصري في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم عن الأسباب التي أدت إلى تعثر مشروع سد ميجيش الإثيوبي، الذي بدأ بناؤه في عام 2010، وحتى الآن لم يكتمل رغم تكرار الإعلانات عن قرب انتهاء العمل فيه.

أسباب الفشل

أكد إبراهيم أن السد، الذي وصفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مؤخرًا كمشروع “جديد”، يمثل نموذجًا لسوء التخطيط الذي يواجه العديد من المشاريع المائية في إثيوبيا. ونتيجة لذلك، تكبدت البلاد خسائر مالية ومائية كبيرة دون تحقيق عائد اقتصادي ملحوظ.

قبل عدة أيام، أعلن آبي أحمد عن تحقيق تقدم في مشروع سد ميجيش في منطقة أمهرا، حيث ذكر عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي أنه قام بزيارة لتقييم سير العمل. وزعم أن “المشروع الرئيسي قد اكتمل بنجاح، بينما تستمر الأعمال الأخرى وفق الجدول الزمني المحدد”.

السد وتاريخه

وأوضح الباحث المصري أن سد ميجيش يجري العمل فيه منذ عام 2010، أي قبل ثلاث سنوات من بدء بناء سد النهضة. وأكد أن عدم توفر دراسات جدية للمشروع أدى إلى ظهور مشكلات عديدة، مما أثر سلبًا على الكميات المائية خلال فترة التنفيذ دون أي عائد يُذكر.

كما أشار إلى أن إثيوبيا تمتلك تقريبًا 190 منشأة مائية، بما في ذلك السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية. ورغم ما تحققه من استفادة، تسعى الحكومة الإثيوبية لتسويق فكرة أنها تعاني من نقص في الموارد المائية والتنمية.

مشكلات التمويل

قال إبراهيم إن سد ميجيش واجه تحديات في التمويل وارتفاع التكاليف، حيث لم تشمل الأعمال أي دراسة جادة عن التربة. وعندما انتهت عمليات الردم الخرساني، اكتشف القائمون على المشروع أنه معرض لخطر الانهيار. نتيجة لذلك، ارتفعت الميزانية من 2.4 مليار بر إثيوبي إلى 6.4 مليار بر، مع تضاعف الرقم عدة مرات بسبب تذبذب سعر الصرف.

ووفقًا لدراسات حديثة، مثل تقرير نشرته مجلة Applied Water Science في أغسطس الماضي، يعاني حوض ميجيش من مشكلات ترسيب شديدة نتيجة تغييرات في استخدام الأراضي. وهذه التغيرات تؤدي إلى فقدان التربة بنسبة تصل إلى 54.8 طن للهكتار سنويًا، مما يزيد من مخاطر انهيار السدود بسبب نقص الدراسات الجيولوجية الكافية.

تأخر المشروع

تقارير إثيوبية داخلية في مايو الماضي أشارت إلى أن المشروع، الذي يعد جزءًا من خطة الري الوطنية، تأخر بسبب المشكلات البيئية، مما يهدد الاستدامة الزراعية في منطقة أمهرا.

في عام 2021، أعلن آبي أحمد أن سد ميجيش قد اكتمل بنسبة 70%، متوقعًا أن يتبقى شهور لإنهائه. وفي العام الجاري، تناولت الصحف الإثيوبية التأخيرات في العمل وعزت الأسباب إلى المشكلات التي تم اكتشافها في التربة. أما في نوفمبر 2024، فقد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي مجددًا أن السد في مراحل قرب الاكتمال.

اقرأ أيضا

اخترنا لك