الخميس 30 يناير 2025
spot_img

أوكرانيا تتسلم 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل

أعلنت مصادر عسكرية أن أوكرانيا قد تلقت أو ستتلقى قريبًا نحو 90 صاروخ اعتراضي من نظام باتريوت الدفاعي من الترسانة العسكرية الإسرائيلية. وقد تم نقل الصواريخ هذا الأسبوع عبر طائرة C-17 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، وفق ما أورده موقع Bulgarian Military في 24 يناير.

تأخر الحصول على الصواريخ

أفاد باراك رافيد من موقع AXIOS الأمريكي أن هذه الصفقة استغرقت وقتًا طويلًا للوصول إلى التنفيذ، حيث كانت إسرائيل مترددة في البداية.

وقد أوقف سلاح الجو الإسرائيلي رسميًا نظام باتريوت للدفاع الجوي في أبريل الماضي، بعد أكثر من 30 عامًا من استخدامه في إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى.

وقالت مصادر لـAXIOS إنه بعد إعلان جيش الدفاع الإسرائيلي عن وقف استخدام النظام، طلب مسؤولون أوكرانيون من الولايات المتحدة وإسرائيل اقتراحاً يقضي بإرجاع هذه الصواريخ إلى الولايات المتحدة لإعادة تأهيلها قبل إرسالها إلى أوكرانيا. لكن إسرائيل تأخرت لعدة أشهر بسبب مخاوف من رد فعل روسي محتمل، قد يتضمن تقديم أسلحة متطورة لإيران.

تفاصيل الصفقة


كتب باراك رافيد في تقريره: “مصادر قالت إن الرحلة نقلت حوالي 90 صاروخ اعتراضي يمكن لأوكرانيا استخدامها مع بطارياتها الحالية. ومن المقرر أن يتم إرسال معدات إضافية، مثل الرادارات ومعدات أخرى، أولًا إلى الولايات المتحدة للتأهيل.”

تاريخ العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية

شهدت العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية تطوراً ملحوظًا على مر السنين، محورها الروابط التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية والتفاعل المعقد لسياسات المنطقة والعالم. وقد تم إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد فترة قصيرة من استقلال أوكرانيا في عام 1991.

افتتحت إسرائيل سفارتها في كييف، بينما أقامت أوكرانيا وجودها الدبلوماسي في تل أبيب وأضيفت لاحقًا قنصلية عامة في حيفا. وقد وضعت هذه الخطوات الأولى الأساس لعلاقة شهدت تعاونًا وتوترًا، لا سيما في سياق الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة والديناميكيات الأوسع في الشرق الأوسط.


تاريخيًا، كانت أوكرانيا موطنًا لأحد أكبر المجتمعات اليهودية في أوروبا، واحتفظت بتمييز فريد كونها أول دولة خارج إسرائيل لديها رئيس وزراء ورئيس يهودي في الوقت نفسه. وقد أدت هذه العلاقة الثقافية والتاريخية إلى درجة من الفهم المتبادل، على الرغم من أنها لم تُترجم دائمًا إلى تعاون دبلوماسي أو عسكري سلس.

تحديات العلاقات الثنائية

تم اختبار العلاقة بين البلدين بسبب الأولويات الجيوسياسية المختلفة. غالبًا ما كانت إسرائيل تتخذ موقفًا حذرًا، موزنة علاقاتها مع أوكرانيا ضد الحاجة للحفاظ على علاقة عمل مع روسيا، خصوصًا بسبب تأثير موسكو في سوريا ودورها في الأمن الإقليمي.

خلال الحرب الروسية الأوكرانية، أدانت إسرائيل غزو روسيا في عام 2022 وقدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا، بما في ذلك الإمدادات الطبية ودعم اللاجئين. ومع ذلك، امتنعت باستمرار عن تقديم الدعم العسكري القاتل أو الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.

هذا التوجه الحذر أغضب كييف، حيث دعا القادة الأوكرانيون، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إسرائيل علنًا إلى اتخاذ موقف حاسم أكثر. انتقد زيلينسكي إسرائيل لعدم تقديم أنظمة دفاع صاروخي مثل القبة الحديدية أو فرض عقوبات على موسكو، مشيرًا إلى أن هذا الدعم سيتماشى مع مصالح إسرائيل الأمنية، خصوصًا في ضوء العلاقات المتنامية بين روسيا وإيران.

العلاقة الثقافية والشعبية

على الرغم من هذه المناشدات، أولت إسرائيل أولوياتها الاستراتيجية للحفاظ على علاقات غير مضطربة مع روسيا، خصوصًا في سياق عملياتها في سوريا، حيث كانت التعاون الروسي أمرًا حيويًا.

ظلت العلاقات الثقافية والإنسانية عنصرًا قويًا في العلاقة. كانت أوكرانيا وجهة مهمة للحج اليهودي، خصوصًا لأماكن مثل أومان، حيث يزور آلاف اليهود الحاسيديين سنويًا لتكريم الحاخام نحمان من بريستول.

استمرت هذه التقليد على الرغم من الحرب، إلا أن مخاوف السلام أحيانًا ما كانت تضع ضغطًا على المناقشات الثنائية. وفي الوقت نفسه، كانت إسرائيل وجهة للافين الأوكرانيين، حيث فرّ الآلاف من النزاع إلى هناك بحثًا عن مأوى مؤقت. وقد ظهرت توترات بشأن قضايا مثل سياسات الفيزا ومعاملة الزوار الأوكرانيين، حيث اتهمت كييف إسرائيل بترحيل بعض مواطنيها وتقييد دخولهم.

الخطوات الجديدة

أضفت هذه النزاعات طبقة من التعقيد على العلاقة بالفعل المعقدة، مع محاولة كلا البلدين الموازنة بين تحدياتهما الأمنية بينما يسعيان للحفاظ على علاقات بناءة.

أدخلت التطورات الأخيرة ديناميكيات جديدة في المعادلة. إن قرار إسرائيل بتزويد أوكرانيا بأنظمة التحذير المبكر، بينما تظل ممتنعة عن تقديم المزيد من المساعدة العسكرية المتقدمة، يشير إلى تحول نحو موقف داعم قليلاً.

وقد تم تفسير هذه الخطوة كرد فعل لضغوط متزايدة من أوكرانيا وحلفائها الغربيين، وكذلك استجابة لزيادة التقارب الروسي مع إيران واستضافتها للفصائل الفلسطينية مثل حماس.

مع ذلك، تعكس مقاومة إسرائيل للاندماج الكامل مع احتياجات أوكرانيا العسكرية حساباتها الاستراتيجية الأوسع، بما في ذلك الحاجة إلى الحفاظ على مصالحها الأمنية الخاصة في منطقة متقلبة.

من الجانب الآخر، ينم دعم أوكرانيا الثابت لإسرائيل خلال صراع 2023 بين إسرائيل وحماس، على الرغم من مطالبها الخاصة، عن أمل كييف في تعزيز العلاقات مع حليف محتمل ضد العدوان الروسي.

تأثير المشاعر العامة

هذا التضامن تم تقييده أحيانًا بخيبة أمل أوكرانيا من حيادية إسرائيل، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، بما في ذلك الإرث المثير للجدل لشخصيات تاريخية مرتبطة بأعمال معاداة السامية خلال الحرب العالمية الثانية.

كما تلعب المشاعر العامة في كلا البلدين دورًا في تشكيل العلاقة. عمومًا، يعتبر الأوكرانيون إسرائيل بشكل إيجابي، حيث يراها كثيرون كنموذج للمرونة في وجه التهديدات الخارجية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأوكرانيين يعتبرون إسرائيل دولة صديقة، على الرغم من عدم الرضا عن دعمها العسكري المحدود.

وعلى العكس، فإن المجتمعات الكبيرة من الأوكرانيين والروس المقيمين في إسرائيل قد أثرت على المشهد السياسي الداخلي، حيث غالبًا ما يدعو المغتربون الأوكرانيون إلى تقديم دعم أقوى لوطنهم.

التوازن الدقيق في العلاقة

في الوقت نفسه، يجب على القيادة الإسرائيلية أن توازن بين هذه الضغوط الداخلية وأهداف سياستها الخارجية الأوسع، بما في ذلك الحفاظ على مكانتها كوسيط في النزاعات الإقليمية وتجنب التصعيد غير الضروري مع روسيا.

تبقى العلاقة بين إسرائيل وأوكرانيا توازنًا دقيقًا، محددة بروابط ثقافية وتاريخية مشتركة لكنها مقيدة بأولويات استراتيجية متفاوتة. بينما تواجه كلا الدولتين تهديدات وجودية وتقدّر شراكتهما، فإن قدرتهما على التوافق الكامل تعوّقها السياقات الجيوسياسية الأوسع.

لقد قيد نهج إسرائيل الحذر تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، المدفوع باحتياجها إلى إدارة علاقاتها مع روسيا وتأمين مصالحها الإقليمية، دعمها لأوكرانيا ليقتصر على المساعدات الإنسانية وغير القاتلة.

في المقابل، تواصل أوكرانيا سعيها من أجل تعاون أعمق، معتبرة إسرائيل حليفًا محتملاً في كفاحها من أجل البقاء. مع استمرار التوترات العالمية والإقليمية، سيتوقف مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية على كيفية تنقل كلتا الدولتين هذه الطلبات المتنافسة وما إذا كان بإمكانهما إيجاد أرضية مشتركة بين تحدياتهما الخاصة.

عن نظام صواريخ باتريوت

يستخدم نظام باتريوت عدة أنواع من صواريخ الاعتراض، كل منها مصمم لمواجهة تهديدات محددة مع قدرات متنوعة وتحديثات عبر الزمن.

كان الصاروخ الأصلي هو MIM-104A، لكنه تطور منذ ذلك الحين عبر عدة تحديثات. كانت أول تحديث كبير هو Patriot Advanced Capability-1 [PAC-1]، التي شهدت انتقال النظام من كونه مضادًا للطائرات إلى تضمين الدفاع المحدود ضد الصواريخ البالسيتية التكتيكية.

الجيل التالي، كان PAC-2، الذي أدخل تحسينات إضافية في كل من العتاد والبرمجيات، مما زاد من قدرة الصاروخ على الاشتباك مع الصواريخ البالسيتية الأكثر تطورًا. ويتميز صاروخ PAC-2 برأس حربي من نوع الانفجار والتفجير، الذي يكون فعالًا ضد الطائرات والصواريخ الموجهة.

تقدم نسخ PAC-2 Guidance Enhanced Missile [GEM]، بما في ذلك GEM-T [Tactical/TBM] وGEM-C [Cruise]، تحسينات مثل التوجيه المحسن، هياكل أخف، ومواد دافعة محسّنة. تستخدم هذه الصواريخ نظام توجيه Track-Via-Missile [TVM] حيث تتبع الصاروخ الهدف الذي يضيء بواسطة الرادار القائم على الأرض في مرحلته النهائية.

الصاروخ الأكثر تقدمًا الذي تم تطويره لنظام باتريوت هو PAC-3. وعلى عكس أسلافه، يستخدم PAC-3 تقنية الضربة لقتل حيث يتصادم الصاروخ مع الهدف لتدميره، بدلاً من الاعتماد على الرأس الحربي من نوع الانفجار والتفجير.

تعتبر هذه الطريقة فعالة بشكل خاص ضد الصواريخ البالسيتية لأنها تستطيع الاشتباك وتدمير رأس حربي لصاروخ قادم بشكل مباشر. يتم توجيه صاروخ PAC-3 بواسطة نظام رادار للكشف والتتبع محمول على متنه، مما يجعله أكثر استقلالية وفعالية ضد مجموعة واسعة من التهديدات بما في ذلك الصواريخ البالسيتية التكتيكية والصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار.

تعتبر أحدث نسخة من PAC-3، المعروفة باسم Missile Segment Enhancement [MSE]، تعزز قدرات PAC-3 بشكل أكبر. وهي تتميز بمحرك مزدوج النبض لزيادة النطاق، وزعانف أكبر لتحسين المناورة، وتصميم عام يسمح لها بالاشتباك مع التهديدات على ارتفاعات أعلى ولفترات أطول مقارنة مع PAC-3 الأصلي.

يُلاحظ أن PAC-3 MSE لديها القدرة على التعامل مع التهديدات الأكثر تطورًا والتي يمكن مناورته، وتم دمجها في الشبكة الدفاعية الجوية الأمريكية الكبرى، بما في ذلك نظم مثل THAAD.

تم تصميم كل من هذه الأنواع من الصواريخ للعمل ضمن نظام قيادة المعركة المتكامل لنظام باتريوت، مستفيدة من الرادار القوي للنظام في الكشف، والتتبع، والمشاركة. يُمكن دمج صواريخ PAC-3، على وجه الخصوص، مع صواريخ PAC-2 في نفس البطارية، مما يسمح بالدفاع المتنوع ضد كل من التهديدات البالسيتية وهوائية التنفس.

اقرأ أيضا

اخترنا لك