الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

أوروبا تواجه ‘ندم المشتري’ بسبب الاعتماد على الولايات المتحدة

تشعر العديد من الحكومات الأوروبية بقلق متزايد بشأن اعتمادها على الأسلحة الأميركية، وذلك في ظل انقطاع الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، حيث يظهر هذا القلق من خلال تصريحات مسؤولين وصحفيين، كما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وقال ميكائيل جريف، الطيار السابق والرئيس التنفيذي لشركة “أفيونك” السويدية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الدفاعي، إن الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تثير مخاوف جديدة. وأشار إلى أن على الدول الأوروبية التفكير في مدى احتمال تعرضها لنفس المصير.

يطرح هذا القلق تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تحتفظ بأساليب خاصة للتحكم في أنظمة الأسلحة، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على قدرة هذه الدول في حماية نفسها. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع، أشار ريتشارد أبولافيا، المدير الإداري في شركة استشارات، إلى أن هناك مسببات محتملة لذلك.

قلة الدعم الأميركي

تظهر بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الاعتماد الأوروبي على الأسلحة الأميركية ارتفع بشكل ملحوظ، حيث بلغت النسبة 55% من إجمالي واردات المعدات الدفاعية الأوروبية بين عامي 2019 و2023، مقارنة بـ35% في السنوات الخمس السابقة.

وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع البريطاني السابق، بن والاس، على أهمية إجراء تقييم شامل لمسألة اعتماد بلاده على الشركاء الدوليين، مع التركيز على الولايات المتحدة، لضمان اتخاذ الإجراءات الاستراتيجية اللازمة.

وأعربت المملكة المتحدة عن رغبتها في تعزيز دفاعات إقليم جرينلاند، تحت إشراف القوات الأميركية، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة. لكن محللون تساءلوا عن جدوى إرسال طائرات F-35 الأميركية لحماية الإقليم إذا لم تكن هناك ضمانات من واشنطن بشأن دعمها.

تحديات الدفاع الأوروبية

تتزايد المخاوف بشأن الاعتماد الكبير على الأنظمة الأميركية، وخاصة فيما يتعلق بالتحديثات والصيانة اللازمة لطائرات F-35. وتعتمد هذه الطائرات على نظام معلومات لوجستي يعد مهماً في إدارة جميع العمليات والنظم.

تشير “فاينانشيال تايمز” إلى أن أكثر من نصف الطائرات المقاتلة المتقدمة في أوروبا، مثل F-35 وF-16، تأتي من الولايات المتحدة، مع أن بريطانيا سعت للحصول على ضمانات بشأن “السيادة التشغيلية” للطائرة في مراحل مبكرة من البرنامج.

ومما يعزز هذه المخاوف، تشير تصريحات “لوكهيد مارتن” إلى ضرورة معالجة أي مسائل تتعلق بصيانتها من قبل الحكومات المعنية. كما أكدت وزارة الدفاع السويسرية أن طائراتها من طراز F-35 تُستخدم بشكل مستقل، ولكن الأمر يتطلب الاعتماد على الأنظمة الأميركية لضمان الأداء.

البرنامج النووي البريطاني

يتعرض برنامج الردع النووي البريطاني لمزيد من scrutiny بسبب اعتماده على صواريخ “ترايدنت”، المُعارة من الولايات المتحدة. يحتاج هذا النظام بشكل دوري للصيانة والاختبارات تحت إشراف أميركي، مما يثير تساؤلات حول استقلاليته.

يعتبر محللون أن هذا الاعتماد قد يقيد استقلالية المملكة المتحدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالدفاع، رغم أن هناك احتمالية ضعيفة بأن تتوقف الولايات المتحدة عن صيانة هذه الصواريخ. إن أي انقطاع طويل الأمد عن هذا النوع قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقة الخاصة بين البلدين.

قضايا التعاون الاستخباراتي

يسلط الضوء أيضًا على أجزاء حيوية من الطائرات المستخدمة في الاستخبارات في أوروبا، والتي تعتمد بشكل كبير على التعاون الأميركي. تتضمن أمثلة هذا الاعتماد طائرات التجسس البريطانية وطائرات P8 المعنية بصيد الغواصات، وجميعها بحاجة لدعم أميركي.

يبرز تساؤلات حول موثوقية الولايات المتحدة كشريك دفاعي رئيسي، حيث إن القلق يمتد إلى دعمها المتعلق بأنظمة الاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي، مما يثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الأوروبية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك