أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار قادة القمة الأوروبية بالموافقة على زيادة التمويل لبلاده ومنحها قرضًا حيويًا. في المقابل، أبدت روسيا ترحيبًا بتسوية أوروبية حول استخدام الأصول الروسية المجمدة.
وصف زيلينسكي الدعم الأوروبي بـ”الهائل” الذي يعزز صمود أوكرانيا، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على تجميد الأصول الروسية وتأمين الضمانات المالية لبلاده في المستقبل.
تمويل أوكرانيا: شريان حياة
يمثل هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في بروكسل، شريان حياة لأوكرانيا في ظل الضغوط الأميركية المتزايدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
بعد مفاوضات دامت أشهرًا، توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى حل وسط بشأن تمويل أوكرانيا للعامين المقبلين، مع تجنب استخدام الأصول الروسية المجمدة بشكل فوري.
تفاصيل الاتفاق الأوروبي
بموجب الاتفاق، ستحصل أوكرانيا على قرض بقيمة 90 مليار يورو. وفي حال عدم دفع موسكو تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الحرب، ستستخدم الأصول الروسية المجمدة لسداد القرض.
موسكو: ساد المنطق السليم
أعرب كبير المفاوضين الروس، كيريل ديميتريف، عن ارتياحه للقرار الأوروبي، معتبرًا أن “القانون والمنطق السليم قد سادا الآن”. ووصف القرار بأنه “ضربة قاضية” لما أسماهم بـ”دعاة الحرب”.
بوتين يتهم الاتحاد الأوروبي
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي بمحاولة “سرقة” الاحتياطيات الروسية، مؤكدًا أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالحها من خلال محاكم مستقلة سياسيًا للمطالبة بعودة الأموال المجمدة.
في السياق ذاته، أكد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا للفترة بين عامي 2026 و2027.
ارتياح أوروبي للحل الوسط
توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى حل وسط بعد تعثر خطط استخدام الأصول الروسية لتغطية احتياجات التمويل الأوكرانية.
اعتبر رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي ويفر، أن “العقلانية انتصرت”، مشيرًا إلى المخاطر المحتملة من استخدام الأصول الروسية المجمدة.
رسالة واضحة لبوتين
من جهته، رأى المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، أن موافقة الاتحاد الأوروبي على تقديم 90 مليار يورو لأوكرانيا تمثل “رسالة واضحة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ماكرون يطرح الحوار مع بوتين
أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أنه “سيصبح مجددًا من المفيد” إجراء حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف ماكرون أنه يجب إيجاد السبل والوسائل لانخراط الأوروبيين في حوار كامل وشفاف مع روسيا في الأسابيع المقبلة.
محادثات أوكرانية أمريكية مرتقبة
أعلن زيلينسكي عن محادثات جديدة بين الوفدين الأوكراني والأميركي في الولايات المتحدة، مطالبًا واشنطن بتقديم تفاصيل إضافية بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
على الرغم من ذلك، واصل ترمب الضغط على كييف، معربًا عن أمله في أن “تتحرك أوكرانيا بسرعة” للتوصل إلى اتفاق.
شروط سداد القرض
أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن أوكرانيا لن تسدد القرض إلا بعد أن تدفع موسكو تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها.
تباين أوروبي حول التمويل
كشفت مسودة اطلعت عليها “رويترز” أن قادة الاتحاد الأوروبي قد يوافقون على الاقتراض من السوق بضمان من ميزانية الاتحاد الأوروبي من أجل الإبقاء على تمويل أوكرانيا في عامي 2026 و2027.
أكد بوتين أن سعي الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأموال الروسية قد يقوض الثقة بالأسواق المالية الدولية، مشيرًا إلى أن هذه القروض قد أدت إلى زيادة مديونية دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا.
أوربان: إعطاء المال يعني الحرب
على الرغم من عدم موافقة جميع الدول على حزمة القروض، تم التوصل إلى اتفاق لم تعرقل بموجبه المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك الحزمة، مع وعد بالحماية من أي تداعيات مالية.
وصف رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، الخطة المرفوضة لاستخدام الأصول الروسية المجمدة بأنها “طريق مسدود”، معتبرًا أن “إعطاء المال يعني الحرب”.
أزمة سيولة محتملة
يتوقع الاتحاد الأوروبي أن تحتاج أوكرانيا إلى 135 مليار يورو إضافية خلال العامين المقبلين، مع توقعات ببدء أزمة السيولة في نيسان.
على الرغم من أن كييف قد تشعر بخيبة أمل لعدم استخدام الأصول الروسية، فإن تأمين التمويل بطريقة أخرى يبعث على الارتياح.


