الإثنين 1 ديسمبر 2025
spot_img

أوروبا تستعد للحرب: هل تنجح في مواجهة روسيا؟

spot_img

أوروبا تواجه تحديات جيوسياسية كبيرة في القرن الحالي، وتخشى من التهميش وسط متغيرات دولية متسارعة. الوقت يضغط على القارة العجوز التي تعاني من تباين في الرؤى والسياسات، ما يعيق قدرتها على مواجهة التحديات المشتركة.

التاريخ والجغرافيا والتركيبة السكانية المتنوعة، كلها عوامل تؤثر في صنع القرار الأوروبي. ورغم أن الدول الأوروبية تشكل مجموعة واحدة، إلا أنها تتبنى سياسات خارجية متعددة، ولكل دولة مفهومها الخاص للأمن القومي.

تهديدات محدقة بأوروبا

تقرير أمني أوروبي صدر عام 2019، حذر من مخاطر محدقة بالاتحاد، منها احتمال غزو روسيا لأوكرانيا، وتصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزيادة تدفق الهجرة غير الشرعية، والخلافات التجارية مع الصين وأميركا.

هذه التحديات دفعت المسؤولين الأوروبيين، وعلى رأسهم جوزف بوريل، إلى الدعوة لتبني لغة القوة. المستشار الألماني فريدريك ميرتس تساءل عما إذا كانت أوروبا ستحافظ على استقلالها الاقتصادي، أم ستصبح مجرد بيدق في مراكز التجارة الآسيوية والأميركية.

جاهزية عسكرية محدودة

كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن مخطط عسكري ألماني سري، يعترف بعدم جاهزية أوروبا، بما في ذلك ألمانيا، لأي سيناريو سيئ، خاصة على مستوى اللوجستيات والبنية التحتية.

ألمانيا، في حالة الحرب، ستكون نقطة العبور اللوجستي الأساسية لقوات “الناتو” المتجهة إلى الجبهة الشرقية، والتي يقدر عددها بـ 800 ألف جندي. يبقى السؤال: كيف ستطور ألمانيا الطرق والموانئ والجسور، وما هي التكلفة والمدة الزمنية اللازمة؟

استعدادات فرنسية ألمانية

لا تقتصر الاستعدادات على ألمانيا. فرنسا تسعى جاهدة لتعزيز قدراتها العسكرية، من خلال زيادة أعداد الجيش وإعادة النظر في الخدمة الإلزامية التي ألغيت عام 1997.

الرئيس الفرنسي ماكرون يقترح خدمة تطوعية تستهدف الشباب بين 18 و25 عامًا. تهدف الخطة إلى تطويع أعداد متزايدة من الشباب للخدمة في وحدات عسكرية داخل الأراضي الفرنسية.

التجنيد الإلزامي قيد الدراسة

تدرس ألمانيا بجدية إعادة التجنيد الإلزامي، مع الأخذ بنماذج مختلفة. وزير الدفاع الألماني يطرح خيارات مثل الخدمة العسكرية الانتقائية، أو خدمة مدنية عسكرية شبيهة بالنموذج الاسكندنافي.

فرنسا وألمانيا تستعدان لسيناريو المواجهة مع روسيا. يعتقد رئيس الأركان الفرنسي أن الصدام قد يقع في عام 2030. مقترحات استراتيجية تدعو لإنشاء منظومة دفاعية أوروبية متعددة المستويات، تبدأ من الشرق الأوروبي وتنتهي في الغرب، تحت مظلة نووية أوروبية.

مستقبل العلاقات مع روسيا

هل الخطر الروسي على أوروبا مبالغ فيه أم حقيقي؟ وكيف يمكن لروسيا أن تحارب على جبهات متعددة، وهي تعاني من خسائر بشرية واقتصادية؟

الأكيد، أنه في حال توقف الحرب في أوكرانيا، سيكون الجيش الروسي أكثر خبرة وجاهزية، مع قاعدة صناعية عسكرية متجددة، على عكس أوروبا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك