الإثنين 18 أغسطس 2025
spot_img

أوروبا تستعد عسكريًا لمواجهة روسيا بعد قمة ألاسكا

spot_img

تتطلب الاستراتيجيات الفعالة وقائع ملموسة وقدرة على التأثير، بعيدًا عن التمنيات. الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ألاسكا تثير تساؤلات حول أهداف روسيا في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية.

بوتين وترامب: لقاءات وتحولات

عاد الرئيس الروسي إلى أرض كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية، في حين استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأراضي الأميركية، مما يظهر ميزان القوى بين البلدين.

استقبال بوتين في الولايات المتحدة، بعد العزلة الدولية التي فرضتها واشنطن على خلفية الحرب في أوكرانيا، يعتبر مكسبًا لبوتين. هذا اللقاء يثير تساؤلات حول السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا.

أوكرانيا.. وتبادل الأراضي

يثير التساؤل حول أحقية ترامب في السعي للسيطرة على غرينلاند أو ضم كندا، مقارنة برغبة بوتين في استعادة مناطق تاريخية من روسيا، بما في ذلك أوكرانيا.

فكرة تبادل الأراضي مع أوكرانيا تثير مخاوف من أن يكون ذلك على حساب الأراضي الأوكرانية المحتلة. يرى بوتين نفسه قيصر روسيا في القرن الحادي والعشرين، مما يجعله متمسكًا بالأراضي التي ضمها أسلافه.

أهداف بوتين الشفافة

زيارة بوتين إلى ألاسكا تمثل لغزًا يسعى ترامب لحله، في محاولة لفهم نوايا الرئيس الروسي. ترامب، المعروف بشفافيته، يدير السياسة الخارجية الأميركية علنًا، متجاوزًا البيروقراطية التقليدية.

في المقابل، يأتي بوتين بخلفية استخباراتية وخبرة في الحرب الباردة، ساعيًا لاستعادة مكانة روسيا على الساحة الدولية. يرى بوتين أن سقوط الاتحاد السوفياتي كان أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين.

روسيا.. لاعب “المُعطّل”

يدرك بوتين أن روسيا ليست لاعبًا جيوسياسيًا عالميًا بالمعنى الكامل، لكنه يرى نفسه اللاعب “المُعطّل” القادر على تغيير مسار الأحداث.

بوتين، الذي يتمتع بخبرة 25 عامًا في الحكم، يسعى للاستفادة من الفرص الاستراتيجية لتحسين وضع روسيا، كما فعل في سوريا. لقد عايش بوتين عدة رؤساء أميركيين، منهم بوش الابن وأوباما وترامب.

تحديات أوروبا العسكرية

على الرغم من نتائج القمم، تبقى أوروبا ترى نفسها هدفًا للاستراتيجية الروسية بسبب قربها الجغرافي وعسكرة الاقتصاد الروسي.

لذلك، من الضروري أن تستعد أوروبا عسكريًا، سواء ضمن حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي. مجلة “الفاينانشال تايمز” رصدت توسع الصناعات العسكرية الأوروبية، مع تخصيص 500 مليار يورو لمواجهة روسيا في أوكرانيا.

خط الاحتواء الأوروبي

أوروبا تستعد لسيناريوهات مختلفة مع روسيا، خاصة بعد أن أظهرت المناورات العسكرية الأخيرة لحلف الناتو عدم جهوزية البنى التحتية.

خط الاحتواء الذي كان قائمًا خلال الحرب الباردة قد انتقل شرقًا حتى الحدود المشتركة بين أوروبا الشرقية وروسيا، بدءًا من إستونيا وصولًا إلى اليونان. التحضيرات جارية للتعامل مع أي تصعيد محتمل، مع التركيز على اللوجيستيات والقتال المشترك بين الدول.

اقرأ أيضا

اخترنا لك