تزايد اللهجة الرسمية والاستعداد للرد الحازم على أي استفزازات روسية، إلى جانب التعزيزات العسكرية على الجبهتين الشرقية والاسكندنافية، وتسريع بناء “جدار المسيّرات” ومنظومة الدفاع المشترك قبل نهاية العقد الحالي، تصدرت المشهد في ختام القمة الأوروبية غير الرسمية واجتماعات المجموعة السياسية الأوروبية.
قمة أوروبية موسعة
اجتمع في كوبنهاغن رؤساء دول وحكومات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في قمة غير رسمية، تبعها اجتماع قادة 20 دولة أوروبية إضافية في قمة المجموعة السياسية الأوروبية، وهي مبادرة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2022، وتجمع قادة كل دول أوروبا باستثناء روسيا وبيلاروسيا.
الهواجس الأمنية
أظهرت النقاشات المكثفة على مدار يومين أن الهواجس الأمنية لدول أوروبا الشرقية، والاقتراحات التي قدمتها حكوماتها، توجه مسار الدفاع الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة، من انتهاكات المجال الجوي والهجمات الهجينة على البنية التحتية الحيوية في دول الاتحاد.
حزمة تدابير
المفوضية الأوروبية قدمت اقتراحا يتضمن حزمة تدابير وتعزيزات عسكرية لحماية الجبهة الشرقية المتاخمة لروسيا، بالإضافة إلى إجراءات لتحصين الجبهة الاسكندنافية التي تعرضت لهجمات مماثلة.
تغيير الخطاب الأوروبي
الاستفزازات الروسية الأخيرة أدت إلى تغيير في الخطاب الأوروبي المعتدل، حيث صرحت رئيسة وزراء الدنمارك: “روسيا ماضية في حربها الهجينة ضد أوروبا، يجب أن نعود إلى التسلح، ونبتكر أكثر، ونكتسب مزيداً من القدرات، لكن يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا ونعترف بأننا لن نستطيع الدفاع عن كل الهجمات في هذه الحرب الهجينة”.
الحرب الهجينة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن موسكو اختارت شن حرب هجينة واسعة ضد أوروبا، مشدداً على إمكانية تدمير أي مسيّرة تخترق المجال الجوي الأوروبي.
تحذير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر القادة الأوروبيين من قدرة روسيا على انتهاك المجال الجوي في أي مكان في القارة، وعرض تقديم الخبرة الأوكرانية في مواجهة هذا التهديد.
الردع الدبلوماسي
رغم تشديد دول “الناتو” على الردع وتعزيز قوات الإنذار المبكر، إلا أن هناك حساسية تجاه أي مواجهة مباشرة بين مقاتلات الحلف وطائرات روسية مأهولة، لتجنب التصعيد، مع التركيز على التحذير الدبلوماسي والاستعداد الدفاعي.
أعمال التخريب
رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أكد أن أوروبا تواجه واحدة من أصعب المراحل مع روسيا منذ نهاية الحرب الباردة، مع تزايد أعمال التخريب والقرصنة والمواجهة المباشرة.
التخلف في مجال المسيّرات
يعترف الخبراء الأوروبيون بتخلف دول الاتحاد عن روسيا في مجال المسيّرات، ويشددون على ضرورة إيلاء هذا الجانب أولوية في خطة التسليح وتطوير الصناعات الحربية، خاصة بعد رصد مسيرات تحلق فوق مرافق حيوية في شمال ألمانيا.
مشروع “جدار المسيّرات”
كثرت التصريحات الرسمية حول مشروع بناء “جدار المسيّرات”، لكن عدة دول اشتكت من عدم وضوح تفاصيله وتكلفته ومواعيد إنجازه، حيث طالبت ألمانيا بسرعة تنفيذه ونشر المسيّرات المضادة.
توسيع نطاق الدفاع
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني نبّهت إلى أن التركيز على الجبهة الشرقية فقط في مشروع “جدار المسيّرات” قد يتسبب في إهمال الجبهة الجنوبية وتقليل فاعلية الخطة الدفاعية.
درع أوروبي
رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أكدت أن خطة المسيّرات هي بمثابة درع تغطي القارة بأكملها، بينما شدد رئيس المجلس أنطونيو كوستا على تأييد قادة الاتحاد لتحصين القارة بأسرع وقت ممكن.
دعم أوكرانيا
ركزت قمة المجموعة السياسية الأوروبية على مواصلة دعم أوكرانيا بعد التحول الأميركي الأخير، وإعطائها الضمانات الكافية في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
التمويل الأوروبي لأوكرانيا
الاقتراح الوحيد المطروح لتمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا هو قرض من المفوضية بقيمة 140 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة، على أن يسدد بعد دفع موسكو تعويضات الحرب، إلا أن هذا الاقتراح يثير جدلاً بين الدول الأعضاء.
ردود فعل حازمة
صدرت تصريحات من قادة أوروبيين، خصوصاً من دول أوروبا الشرقية والبلطيق واسكندنافيا، تدعو إلى الرد الفوري والحازم على أي استفزازات روسية، وتفعيل بنود المعاهدة الأطلسية التي تعتبر الاعتداء على أي دولة عضو اعتداء على الحلف بأكمله.