ضحايا ترهونة يطالبون بالعدالة الناجزة ومحاسبة الجناة، معربين عن قلقهم إزاء الإفلات من العقاب وتأخر الإجراءات القانونية. أسر الضحايا تطالب بالثأر وتسريع وتيرة التحقيقات في جرائم القتل الجماعي التي شهدتها المدينة.
الإفلات من العقاب
أسر الضحايا، ممثلة برابطة ضحايا ترهونة، اجتمعت بمسؤولين من البعثة الأممية ومفوضية حقوق الإنسان، للتعبير عن استيائها من انضمام متهمين لقوات أمنية أو فرارهم لدول مجاورة دون محاكمة.
الرابطة أشارت إلى أن بعض المطلوبين هربوا من السجون بعد اعتقالهم، مما يعيق تحقيق العدالة المنشودة.
المقابر الجماعية في ترهونة
شهدت ترهونة، جنوب شرقي طرابلس، أعمال قتل جماعي واسعة النطاق، اتُهمت فيها ميليشيا “الكانيات” بعد فشل هجوم “الجيش الوطني” بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة.
البعثة الأممية نوهت بصدور ست مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في أكتوبر 2024، تتعلق بجرائم ترهونة، وأُلقي القبض على اثنين من المشتبه بهم.
إحالة المتهمين للجنائية الدولية
أعضاء رابطة أهالي ضحايا ترهونة طالبوا بإحالة المعتقلين إلى المحكمة الجنائية الدولية، مع التأكيد على نزاهة القضاء الليبي، لكنهم أشاروا إلى حالة عدم الاستقرار وضعف السلطة التنفيذية.
تحقيقات الأمم المتحدة كشفت عن اختفاء واختطاف مئات الأشخاص بين عامي 2013 و 2020، عندما كانت ترهونة تحت سيطرة ميليشيا “الكانيات”.
جرائم ميليشيا الكانيات
التحقيقات أفادت بمقتل العديد من الأشخاص دون محاكمة، واحتجاز آخرين ظلماً، وتعرضهم للتعذيب، مع اكتشاف أكثر من 20 مقبرة جماعية.
مكتب النائب العام أعلن في يوليو الماضي سجن أحد عناصر “الكانيات” بتهمة القتل والاختطاف، مؤكداً ملاحقة باقي العناصر المتهمين بخطف وقتل العشرات من مواطني ترهونة.
جهود البحث عن المفقودين
اجتماع موسع ضم ممثلين عن المجلس الرئاسي ورئاسة الوزراء ووزارات العدل والداخلية والدفاع ومكتب المدعي العام العسكري والهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين والمجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان.
الرابطة طالبت باستئناف أعمال التنقيب عن المقابر الجماعية المتوقفة منذ عامين، معتبرة ذلك عرقلة للتحقيقات وتشويه للأدلة، خاصة وأن مصير 66 ضحية لا يزال مجهولاً.
جبر الضرر ورد الاعتبار
الرابطة أكدت على أهمية جبر ضرر عائلات الضحايا ورد الاعتبار لهم، بوصف ذلك جزءاً لا يتجزأ من مسار العدالة الانتقالية.
البعثة الأممية أوضحت أن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم المحرز منذ نشر التقرير عن المقابر الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان في ترهونة، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات.
مذكرات اعتقال دولية
المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق ستة أعضاء في “الكانيات” متهمين بارتكاب “جرائم حرب”، وقررت إزالة السرية عن المذكرات التي تضم عبد الرحيم الكاني، ومخلوف دومة، وناصر مفتاح ضو، وآخرين.
السلطات الأمنية في طرابلس اعتقلت في مارس الماضي أحد المتهمين في جرائم المقابر الجماعية، بناءً على أوامر قبض من مكتب النائب العام والإنتربول.
توصيات أممية
البعثة الأممية ستعمل على استخلاص التوصيات ورفعها إلى الجهات التنفيذية المعنية، بهدف وضع حلول للعقبات التي تعترض مسار العدالة في ملف انتهاكات ترهونة.
سكان ترهونة عثروا على مقابر جماعية عقب انتهاء حرب طرابلس في يونيو 2020، ضمت مئات الجثث من مختلف الأعمار، إضافة إلى جثث مكبلة الأيدي عُثر عليها في مواقع مختلفة.
تحديات النيابة العسكرية
نيابة مسلاتة العسكرية الجزئية، المختصة بقضايا ترهونة، تلقت أكثر من 1200 قضية، معظمها جرائم قتل واختطاف وتعذيب، وأكدت التزامها بالمضي قدماً رغم التحديات.
النيابة العسكرية أشارت إلى أن أوامر الاعتقال تواجه تحديات في تنفيذها من قبل السلطة التنفيذية بسبب الانقسام السياسي.
توحيد الجهود والتنسيق
المشاركون في الاجتماع اقترحوا إنشاء غرفة مشتركة لتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف، بهدف توحيد الجهود بقيادة مكتب رئيس الوزراء.