الجمعة 7 نوفمبر 2025
spot_img

أنفاق حماس: كيف تحولت لفزاعة إسرائيل رغم الحصار؟

spot_img

في تطورات تهدد اتفاق وقف إطلاق النار، تتصدر أنفاق حركة “حماس” في قطاع غزة المشهد، وسط خلافات جوهرية حول مصير مقاتلي “كتائب القسام” المتواجدين في أنفاق رفح، وإصرار إسرائيلي على تدمير هذه الشبكة بالكامل.

تصريحات مثيرة للجدل

قبل أسبوعين، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، بأن 60% من أنفاق “حماس” لم تدمر بعد، معتبراً تدميرها نقطة حاسمة لتنفيذ أي اتفاق.

يأتي هذا التصريح في ظل العثور على جثامين لمحتجزين إسرائيليين في بعض الأنفاق المتبقية، مما يشير إلى أن عمليات التدمير السابقة لم تكن كاملة.

تغريدة تهديد إسرائيلية

أكد كاتس مجدداً عبر منصة “إكس”: “أصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي بتدمير جميع الأنفاق. إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك (حماس)”.

يثير هذا التصريح تساؤلات حول فاعلية العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة، خاصةً في ظل استمرار قدرة “حماس” على تطوير هذه الأنفاق.

نشأة الأنفاق وتطورها

يعود الاعتقاد السائد إلى أن فكرة الأنفاق بدأت في عام 2006 مع عملية “الوهم المتبدد”، لكن جذورها تمتد إلى ما بعد اندلاع “انتفاضة الأقصى” الثانية في سبتمبر 2000.

بدأت العمليات الأولى بتفجير نفق في موقع “ترميد” العسكري برفح عام 2001، ما أسفر عن خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.

تطوير القدرات وتوسيع الشبكة

شكلت تلك العملية نقطة تحول في الصراع، حيث وسعت “حماس” من فكرتها وطورتها، خاصة بعد سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007.

تعتبر الحركة الفلسطينية هذه الأنفاق إنجازاً استراتيجياً، استخدمته في عمليات مؤثرة ضد إسرائيل، بينما ترى إسرائيل فيها تهديداً وجودياً.

هجوم 7 أكتوبر: مفاجأة استراتيجية

شكل هجوم السابع من أكتوبر 2023 صدمة لإسرائيل، التي ظنت أنها قضت على إمكانية اختراق الحدود عبر الأنفاق، بعد بناء عائق أمني متطور بتكلفة تجاوزت 50 مليون دولار.

لكن “حماس” فاجأت الجميع بتنفيذ الهجوم من فوق الأرض، عبر تفجير العائق واستخدام المظلات في عملية التسلل.

مهندس الأنفاق: محمد السنوار

تنسب مصادر في “حماس” فكرة بناء الأنفاق وتطويرها إلى القيادي في “كتائب القسام” محمد السنوار، الذي أشرف على هذا الملف باهتمام بالغ.

توسعت شبكة الأنفاق لتشمل كل أنحاء قطاع غزة، وتطورت إلى أنواع مختلفة: هجومية، دفاعية، ولوجستية.

فنيون لا مهندسون

تؤكد المصادر أن غالبية المشرفين على بناء وتطوير الأنفاق ليسوا مهندسين محترفين، بل عمال وفنيون يتمتعون بمهارات عالية.

هؤلاء الفنيون تمكنوا من بناء أنفاق متنوعة الأحجام والنوعيات، مع تفرعات وأعماق غير متوقعة، واستخدموا بعضها كمصانع للصواريخ والمتفجرات.

آلية الحفر والتجهيز

يحدد الفنيون أماكن التربة المناسبة ومسارات الحفر، ويشرفون على عملية الحفر الأولية، ثم يتابعون العمل عن بعد.

يتم تخصيص أماكن لصناعة الخرسانة الخاصة بالأنفاق، باستخدام كميات كبيرة من الأسمنت لضمان قوتها وتحملها.

فرق العمل والتناوب

تتكون كل مجموعة حفر من 8 إلى 10 مسلحين من “القسام”، يتولون الحفر ونقل وإخراج الرمال، ثم “التبليط” باستخدام الخرسانة أو مواد أخرى.

تعمل 3 مجموعات بالتناوب في كل نفق، لضمان استمرار العمل.

الأنفاق المركزية والتخصصية

هناك أنفاق مركزية تابعة للألوية، وأخرى تتبع للكتائب، وأنفاق مخصصة لتخصصات عسكرية مختلفة.

تعمل فرق مكونة من حوالي 100 عنصر في حفر الأنفاق المركزية التابعة لكل لواء.

هيكلة كتائب القسام

تمتلك “كتائب القسام” منظومة عسكرية متكاملة، تتشكل من 5 ألوية: الشمال، غزة، الوسطى، خان يونس، ورفح.

يضم كل لواء كتائب وسرايا وفصائل وتشكيلات عسكرية، تضم آلاف المقاتلين المدربين.

مهام الألوية والكتائب

يضم كل لواء هيئات متخصصة في القضاء العسكري، التصنيع، الرقابة، الأسلحة، العمليات، الاستخبارات، الجبهة الداخلية، القوى البشرية، والمعاهد والكليات.

تكلف كل كتيبة ما بين 50 و 70 عنصراً للعمل في حفر الأنفاق الدفاعية، تحت إشراف مسؤول العمليات.

الأنفاق الهجومية والدفاعية

قبيل الحرب، كان لدى “كتائب القسام” 24 كتيبة، تضم كل منها ما بين 600 و 1200 مقاتل، وتتوزع على سرايا وفصائل وتشكيلات عسكرية.

يشارك 40 عنصراً على مستوى اللواء في حفر الأنفاق الهجومية، التي استخدمت في مهاجمة أهداف إسرائيلية.

تحديات البناء والتجهيز

يتم تجهيز الأنفاق وفق عمل هندسي متكامل، باستخدام آلات هندسية ومولدات كهربائية، وتوصيل المياه والكهرباء.

واجه المقاومون عقبات كبيرة خلال عمليات البناء، وفقد العديد منهم حياتهم أو أصيبوا بإعاقات نتيجة انهيارات التربة.

محاولات إسرائيلية مستمرة

واجهت “حماس” تحديات أمنية ومحاولات إسرائيلية لتجنيد عملاء لرصد وتخريب الأنفاق.

رغم هذه المحاولات، لم تتمكن إسرائيل من الحصول على معلومات كافية حول شبكة الأنفاق المعقدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك