الإثنين 15 سبتمبر 2025
spot_img

أنصار مشار يدعون لتعبئة عسكرية في جنوب السودان

spot_img

تصاعد التوتر في جنوب السودان مع دعوة أنصار النائب السابق للرئيس، ريك مشار، إلى التعبئة العسكرية بهدف “تغيير النظام”. تأتي هذه الدعوة وسط اتهامات خطيرة وُجهت إلى مشار، ما يثير مخاوف جدية من تجدد الصراع في البلاد.

اتهامات جنائية لمشار

تواجه ريك مشار اتهامات بـ “جرائم ضد الإنسانية” وفقًا لوزارة العدل، بالإضافة إلى اتهامه بالتورط في هجوم على قاعدة عسكرية نفذته مجموعة مسلحة تعرف باسم “الجيش الأبيض”.

يواجه مشار وسبعة آخرون تهماً متعددة تشمل “القتل” و”الإرهاب” و”تمويل أعمال إرهابية” و”الخيانة” و”التآمر”، وهي التهم التي ينفيها بشدة أنصاره. وتفيد التقارير بملاحقة 13 شخصًا آخرين على خلفية نفس القضية.

مخاوف من عودة الحرب الأهلية

أثار اعتقال مشار في أواخر مارس/آذار قلقًا بالغًا من عودة شبح الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفا كير، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين بين عامي 2013 و2018.

وصفت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” المعارضة، النظام الحالي بأنه “ديكتاتوري وفاسد”، متهمة إياه “بإفشال جهود السلام والاستيلاء على مؤسسات الدولة بطرق غير شرعية”، وأكدت عزمها على “تغيير النظام”.

ودعا بيان صادر عن الحركة “جميع الأنصار والأعضاء والمواطنين إلى تلبية نداء الواجب دفاعًا عن الوطن، واستخدام جميع الوسائل المتاحة لاستعادة سيادته”.

دعوات للتعبئة العسكرية

البيان الذي نشره مساعد مشار، بيوك بوث بالوانغ، على منصة “إكس”، يعكس تصاعد المخاوف من اندلاع نزاع جديد في جنوب السودان، الدولة التي تعاني من الفقر والتي استقلت عن السودان في عام 2011.

صرح المتحدث باسم “الحركة الشعبية لتحرير السودان” المعارضة، بال ماي دينغ، بأن “حكومة سلفا كير تشن حربًا ضدنا”، محملًا أنصار كير “مسؤولية الأعمال العدائية وانهيار اتفاق السلام”.

وأضاف دينغ أن “إرغام مشار على المثول أمام محكمة صورية وتوجيه اتهامات له دليل واضح على أن الحركة الشعبية لتحرير السودان فضلت عدم الاستقرار على السلام”.

انهيار اتفاق السلام؟

كان اتفاق السلام قد أنهى نزاعًا دام قرابة سبع سنوات بين أنصار مشار وأنصار الرئيس كير، ونص على تقاسم السلطة بين الطرفين المتنازعين.

وفي مطلع مارس/آذار، أسفر هجوم شنته مجموعة مسلحة تعرف باسم “الجيش الأبيض” عن مقتل أكثر من 250 جنديًا، بالإضافة إلى لواء جنوب سوداني وطيار تابع للأمم المتحدة، في منطقة ناصر شمال شرقي البلاد.

اتهامات متبادلة بالتخريب

ندد أنصار مشار بالتهم الموجهة إليه ووصفوها بأنها “ملفقة”، متهمين حكومة جنوب السودان بتدبير “انقلاب سياسي على اتفاق السلام” المبرم في 2018.

في المقابل، قلل وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل مكوي، من أهمية هذه المخاوف، مؤكدًا أنه “لا داعي للقلق… لا حرب أهلية الآن. فلماذا القلق؟”.

ووصف دانييل أكيش، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، البيان المؤيد لمشار بأنه “سياسي الطابع”، مشيرًا إلى أن “قواته محشودة في الأصل، وإن كانت قدراتها العسكرية ليست على المستوى المطلوب”، لكنه يشكل “إنذارًا أحمر” للسلام.

اقرأ أيضا

اخترنا لك