مع تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إمكانية إجراء محادثات مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، في وقت تشهد فيه فنزويلا ضغوطًا أميركية متزايدة، بالتزامن مع تحركات عسكرية أميركية مكثفة في منطقة البحر الكاريبي.
غموض التصريحات الأميركية
لم يقدم ترامب تفاصيل إضافية حول طبيعة أو توقيت هذه المناقشات المحتملة، مكتفيًا بالقول إن “فنزويلا ترغب في التحدث”. وعندما استفسر صحفي عن فحوى تصريحاته، رد ترامب بتعبير مبهم: “ماذا يعني ذلك؟ أخبرني أنت، لا أعرف. سأتحدث إلى أي شخص. سنرى ما سيحدث”.
تأتي هذه التطورات في ظل إعلان الجيش الأميركي عن تنفيذ غارة جديدة استهدفت قاربًا يشتبه في نقله مخدرات في شرق المحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. ورفع هذا الحادث عدد القتلى جراء العمليات الأميركية المماثلة في منطقة الكاريبي إلى 83 شخصًا منذ مطلع سبتمبر الماضي.
حشود عسكرية أميركية
يشكل وصول حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد فورد” إلى منطقة الكاريبي، برفقة مجموعة من السفن الحربية الأخرى، تصعيدًا ملحوظًا في الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. وتعد هذه الخطوة الأكبر من نوعها منذ عقود، في إطار مهمة “عملية الرمح الجنوبي” التي يشارك فيها حاليًا 12 سفينة حربية وحوالي 12 ألف جندي.
أكدت البحرية الأميركية أن مجموعة حاملة الطائرات، التي تضم أسرابًا من الطائرات المقاتلة والمدمرات، عبرت ممر أنيغادا بالقرب من جزر فيرجن البريطانية. وشدد الأدميرال بول لانزيلوتا على أن هذه القوات ستعزز القدرات الأميركية في “حماية أمن وازدهار بلادنا من إرهاب المخدرات في نصف الكرة الغربي”.
رسائل واشنطن
أوضح الأدميرال ألفين هولسي، القائد المشرف على منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية، أن القوات الأميركية “على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية التي تسعى إلى زعزعة استقرار منطقتنا”. وأضاف أن نشر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية “خطوة حاسمة في تعزيز عزمنا على حماية أمن نصف الكرة الغربي وسلامة الوطن الأميركي”.
يُجري الجيش الأميركي تدريبات عسكرية في ترينيداد وتوباغو، على بعد أميال قليلة من فنزويلا. وأكد مسؤولون حكوميون أن هذه التدريبات المشتركة، التي تهدف إلى التعامل مع الجرائم العنيفة، ستستمر طوال معظم الأسبوع.
تحركات إضافية
أعلن وزير الجيش الأميركي دان دريسكول عن إعادة تفعيل مدرسة تدريبية في بنما، مؤكدًا التركيز المتزايد للإدارة الأميركية على أميركا اللاتينية. وشدد على أن القوات الأميركية “ستكون مستعدة للتحرك في أي وقت” يطلبه ترامب ووزير الدفاع.
على الرغم من تأكيد الإدارة الأميركية أن تعزيز القوات يهدف إلى مكافحة تدفق المخدرات، إلا أنها لم تقدم أدلة تدعم مزاعمها بشأن ارتباط القتلى في العمليات البحرية بـ”إرهابيي المخدرات”. وأشار ترامب إلى أن العمل العسكري سيتجاوز الضربات البحرية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ستمنع وصول المخدرات براً”.
اتهامات أميركية
أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لا تعترف بمادورو زعيمًا شرعيًا لفنزويلا، متهمًا حكومته بأنها “منظمة شحن” تتعاون مع تجار المخدرات. وأضاف أن وزارة الخارجية تعتزم تصنيف “كارتيل دو لوس سوليس” منظمة إرهابية أجنبية، زاعمًا أن مادورو وأعضاء حكومته يرأسون هذا “الكارتيل”.
أكد روبيو أن “كارتيل دو لوس سوليس، بالتعاون مع كارتيلات أجنبية أخرى مصنفة إرهابية، مسؤولون عن أعمال عنف إرهابية في كل أنحاء النصف الغربي للكرة الأرضية، بالإضافة إلى تهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا”. ومن المقرر أن يدخل هذا التصنيف حيز التنفيذ في 24 تشرين الثاني القادم، ما سيجرم تقديم “دعم مادي” لـ”الكارتيل” أو أعضائه.


