مع اقتراب التصويت الحاسم لاختيار رئيس مجلس النواب الأميركي، يواجه مايك جونسون، رئيس المجلس الحالي، تحديات كبيرة بالرغم من الدعم العلني الذي حصل عليه من الرئيس السابق دونالد ترمب.
تثير الانقسامات الحادة داخل الحزب الجمهوري ومحدودية التأييد لجونسون الشكوك حول قدرة الحزب على التوحد وتجنب الشلل السياسي في بداية الدورة الجديدة للكونغرس.
دعم غير كافٍ
في منشور مطول على منصته Truth Social، أعرب ترمب عن دعمه الكامل لجونسون، قائلاً: “مايك جونسون رجل ملتزم ومجتهد. لديه دعمي الكامل، وسيدرك العمل الصحيح. لا يمكننا تفويت هذه الفرصة العظيمة”.
بدوره، قدم جونسون الشكر لترمب علنًا، مشيرًا إلى استعداده للعمل على تنفيذ أجندة “أميركا أولاً”، وأكد: “أنا ممتن لدعمك. سنعمل معًا لتحقيق التغيير الذي يستحقه الشعب الأميركي”.
لكن هذا الدعم لم يكن كافيًا لإقناع جميع الجمهوريين، حيث ظهرت الشكوك بشأن موقف ترمب من جونسون بعد التوترات بشأن مشروع قانون تمويل الحكومة الذي قدمه جونسون.
انقسامات جمهورية حادة
تظهر التقارير أن ليس جميع الجمهوريين يتبعون توجيهات ترمب. وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن المعركة تمثل اختبارًا للأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الحزب، مما ينذر بوقوع مواجهة طويلة الأمد في مجلس النواب.
النائب توماس ماسي من كنتاكي أعلن أنه سيصوت ضد جونسون، معبرًا عن اعتراضه على دعمه لتمويل أوكرانيا، وطرق تعامله مع قضايا الإنفاق. وأوضح: “أحترم الرئيس ترمب، لكن تأييده لجونسون لن يكون له نفس التأثير الذي كان له في دعم بول رايان”.
بدوره، اعتبر إيلون ماسك أن انتقادات ماسي قد تكون صحيحة ولكنه اقترح إعطاء جونسون فرصة لإثبات نفسه في العام الجديد. بينما النائب أندي بيجز من أريزونا قال إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتحديد موقفه بعد لقاء جونسون لمناقشة خططه المالية.
التصويت الحاسم
ينظر إلى انتخاب رئيس مجلس النواب على أنه البند الأول من جدول أعمال الكونغرس المقرر في الثالث من يناير، بحسب الدستور. ولا يمكن لمجلس النواب القيام بأي عمل حتى يتم انتخاب الرئيس، مما يعني أنه قد يبقى معطلًا لفترة طويلة.
يحتاج جونسون إلى 218 صوتًا لانتخابه رئيسًا؛ وبوجود 219 عضوًا جمهوريًا، لا يمكنه تحمل خسارة أكثر من صوت واحد. حتى الآن، أعلن النائب ماسي معارضته، مما يزيد من صعوبة موقف جونسون.
وفي حال صوت عضو بـ”حاضر” أو تغيب عن التصويت، قد تتعقد الأمور أكثر. كما من المتوقع أن يصوت الديمقراطيون بشكل جماعي لصالح زعيم الأقلية حكيم جيفريز، مما يجعل أي انقسام جمهوري عبئًا إضافيًا على جونسون.
أبعاد الفشل
في حال عدم تمكن جونسون من تأمين الأغلبية، سيبقى مجلس النواب معلقًا حتى انتخاب رئيس جديد، وهي حالة مشابهة لما حدث في يناير 2023، عندما استغرق انتخاب كيفين مكارثي 15 جولة. وقد يؤدي التأخير إلى تعطيل اعتماد نتائج الانتخابات الرئاسية في 6 يناير، وهو إجراء بالغ الأهمية لتأكيد فوز ترمب.
قال النائب الجمهوري من فلوريدا بريان ماست لشبكة Fox News إنه رغم إيمانه بأن جونسون سيشكل “رئيسًا ممتازًا”، إلا أن بعض الأعضاء يمتنعون عن دعمه بشكل علني، مما يتيح لهم الحصول على تنازلات مؤثرة.
يواجه المجلس أيضًا موعدًا نهائيًا لرفع سقف الدين بحلول 14 يناير، وإذ لم يتم انتخاب رئيس للمجلس، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى أزمة مالية.
دعوات للتوحيد
مع تصاعد الانقسامات، دعا بعض الجمهوريين ترمب إلى ضرورة التدخل على نحو أكبر لإقناع المشرعين المترددين. أوضح النائب جيمس كومر أنه يشجع ترمب على التواصل مع النواب الذين لم يلتزموا بالتصويت لجونسون.
وأضاف: “هذا التأخير سيؤدي إلى إعاقة تصديق الانتخابات وسيؤثر على بداية أول 100 يوم لترمب، وهو الإطار الأكثر أهمية في رئاسته”.
على الرغم من الدعم الذي يحصل عليه جونسون، ظل مصيره معلقًا بنتيجة التصويت المقررة، مما يُعتبر اختبارًا لقدرة الجمهوريين على تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم لتنفيذ أجندة ترمب في فترة رئاسته المقبلة.