الأحد 26 أكتوبر 2025
spot_img

أمريكا تكثف وجودها العسكري في الكاريبي وسط مخاوف فنزويلية

spot_img

في تصعيد ملحوظ، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، وذلك بنشر حاملة الطائرات “جيرالد فورد” ومجموعة من السفن الحربية المرافقة لها. تأتي هذه الخطوة ضمن إطار ما وصفته واشنطن بـ”الحرب على منظمات تهريب المخدرات العابرة للحدود”.

يثير هذا الحشد العسكري الكبير، بالإضافة إلى اللهجة الحادة التي يتبناها الرئيس دونالد ترمب وإدارته، مخاوف بشأن إمكانية أن يكون ذلك تمهيدًا لتدخل عسكري أمريكي محتمل في فنزويلا.

تحركات عسكرية مكثفة

قرار إرسال أحدث وأكبر حاملة طائرات أمريكية إلى أمريكا اللاتينية جاء بعد أسابيع من الغارات التي نفذتها القوات الأمريكية على قوارب يشتبه بضلوعها في تهريب المخدرات في مياه الكاريبي والمحيط الهادئ.

تشير البيانات الرسمية إلى مقتل أكثر من 40 شخصًا في عشر هجمات منذ أيلول الماضي. وتزعم واشنطن أنهم من عناصر شبكات تهريب، بينما تؤكد عائلات الضحايا أنهم مدنيون وصيادون.

“تدمير المنظمات الإجرامية”

تزامن التحرك العسكري مع تصريحات قوية من ترمب، أكد فيها أن “الهدف هو تدمير المنظمات الإجرامية التي تسمم الأمريكيين بالمخدرات”.

يشير مراقبون إلى أن حجم التحركات العسكرية، التي تشمل أكثر من 10 آلاف جندي و8 سفن و10 مقاتلات “إف-35″، يتجاوز بكثير نطاق عملية لمكافحة تهريب المخدرات.

احتمالات ضربات فنزويلية

وصفت الصحف الأمريكية التحرك بأنه أكبر حشد عسكري في الكاريبي منذ عقود. وتعتبر إرسال حاملة الطائرات “جيرالد فورد”، المجهزة بمقاتلات هجومية وأنظمة صواريخ متطورة، إشارة إلى استعداد واشنطن لتوجيه ضربات محتملة ضد أهداف داخل فنزويلا.

ذكرت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن ترمب يدرس خططًا لاستهداف المنشآت التي تنتج الكوكايين في فنزويلا، وكذلك طرق تهريب المخدرات داخل البلاد، دون اتخاذ قرار نهائي بعد.

اتهامات باختلاق حرب

رد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على التحركات الأمريكية باتهام واشنطن بـ”اختلاق حرب جديدة”. وأكد أن “وجود قوات أجنبية بالقرب من سواحلنا تهديد مباشر لسيادتنا”.

تزامنت زيارة السفينة الأمريكية “يو إس إس غرايفلي” إلى مرفأ “بورت أوف سبين”، عاصمة ترينيداد وتوباغو، مع إعلان الجيش الأمريكي عن مناورات مشتركة مع قوات الدولة الجزيرة، ما اعتبرته كراكاس “استفزازًا متعمدًا”.

“عملية أمنية” أمريكية

تصر الإدارة الأمريكية على أن الهدف من العملية هو تفكيك شبكات الجريمة المنظمة التي تهرب المخدرات والأسلحة إلى الولايات المتحدة.

أكد وزير الدفاع هيغسيث أنهم سيعاملون مهربي السموم إلى بلادهم كما يعاملون عناصر القاعدة وسيلاحقونهم ليلًا ونهارًا ويقتلونهم.

انتقادات في الكونغرس

أثار هذا التصريح انتقادات واسعة في الكونغرس، حيث اعتبره مشرعون تجاوزًا للسلطة التنفيذية لصلاحياتها الدستورية.

وجه أعضاء ديمقراطيون في لجان الاستخبارات رسالة إلى مديرة الاستخبارات الوطنية، اتهموا فيها الأجهزة الأمنية بعدم الشفافية ورفض تزويد الكونغرس بتقارير عن الضربات البحرية التي “تقتل أشخاصًا خارج إطار القانون الدولي”.

تقييد صلاحيات الرئيس

أشار السيناتور الديمقراطي تيم كين إلى أن ما يحدث الآن هو حرب غير معلنة، وأنه إذا سُمح للرئيس بأن يقرر وحده من يُقتل ومن تُقصف أراضيه، فلن يكون هناك معنى بعد اليوم لفصل السلطات.

على الرغم من مواقفهم السابقة المعارضة لأي تدخل عسكري دون موافقة الكونغرس، قوبل الغضب الديمقراطي بصمت جمهوري.

تحول الأولويات الأمنية

يعكس الاعتراض الجمهوري تحولًا في الأولويات الأمنية الأمريكية من الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية. ويرى محللون أن واشنطن قد تستخدم مكافحة المخدرات كغطاء سياسي لهدف أعمق، وهو الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو.

يحذر باحثون من أن إسقاط مادورو قد يكون الجزء السهل، لكن الأصعب هو منع فنزويلا من الانزلاق إلى فوضى شبيهة بليبيا.

مخاوف دولية متزايدة

أثارت التحركات الأمريكية حالة ترقب في أمريكا الجنوبية، حيث التزمت معظم الحكومات الصمت الحذر.

تفاقمت المخاوف بعد تهديد فصيل منشق عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بـ”قتال الولايات المتحدة في حال انتهكت سيادة كولومبيا”.

تحذيرات من نزاع إقليمي

أعرب دبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من أن يؤدي أي هجوم أمريكي على الأراضي الفنزويلية إلى إشعال نزاع إقليمي يصعب احتواؤه.

في أوروبا، عبر الاتحاد الأوروبي عن “قلقه من تصعيد عسكري غير مبرر”، داعيًا إلى احترام القانون الدولي و”التزام قنوات العدالة في مكافحة الجريمة”.

اختبارات القوة والانتخابات

يتزامن التصعيد مع اقتراب الانتخابات النصفية الأمريكية، حيث يسعى ترمب إلى تعزيز صورته بوصفه قائدًا حازمًا يحمي الحدود ويكافح المخدرات والهجرة غير الشرعية.

في المقابل، يحذر خصومه من أن الخط الفاصل بين “حملة أمنية” و”حرب جديدة” بات رفيعًا جدًا. فإرسال حاملة طائرات ومجموعات خاصة إلى منطقة تبعد ساعات عن ميامي، ليس مجرد رسالة ردع، بل هو إعلان استعداد لعمل عسكري قد يغير وجه المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك