الأحد 23 نوفمبر 2025
spot_img

أمريكا تقترح خطة سلام لأوكرانيا تتضمن تنازلات لروسيا

spot_img

اجتماع جنيف يبحث خطة أمريكية لإنهاء حرب أوكرانيا

في جنيف، اجتمع مسؤولون من أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، الأحد، لمناقشة خطة سلام مقترحة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف من تنازلات كبيرة لصالح روسيا.

شارك في المحادثات مستشارو الأمن القومي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزيرا الخارجية والجيش الأميركيين، والمبعوث الرئاسي الأميركي، في محاولة لرأب الصدع.

بنود الخطة الأمريكية

تتضمن الخطة، التي قدمتها واشنطن، بنودًا حساسة مثل التنازل عن أراضٍ، وفرض قيود على الجيش الأوكراني، والتخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما أثار جدلاً واسعاً.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهلة حتى يوم الخميس للموافقة على الخطة المكونة من 28 نقطة، وهو ما اعتبره العديد من الأوكرانيين استسلاماً بعد سنوات من الصراع.

انتقادات ترامب لأوكرانيا

وجه الرئيس ترامب انتقادات لاذعة لأوكرانيا، معتبراً أنها لم تُظهر الامتنان الكافي للجهود الأميركية المبذولة في الحرب مع روسيا، على الرغم من استمرار تدفق الأسلحة الأميركية، بينما تواصل أوروبا شراء النفط الروسي.

الرئيس زيلينسكي سارع بالرد على انتقادات ترامب، معبراً عن امتنانه الشخصي للرئيس الأميركي وللشعب الأميركي على المساعدة التي قدموها، مؤكداً أنها أنقذت أرواح الأوكرانيين.

مقترح أوروبي بديل

في المقابل، طرحت الدول الأوروبية خطة معدلة ترفض القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية والتنازلات المرتبطة بالأراضي، وتسعى إلى ضمانات أمنية أقوى لأوكرانيا.

الاقتراح الأوروبي ينص على أن يكون الحد الأقصى للقوات المسلحة الأوكرانية 800 ألف جندي في وقت السلم، بدلاً من 600 ألف كما اقترحت الخطة الأميركية، مع التأكيد على أن المفاوضات بشأن تبادل الأراضي ستبدأ من خط التماس.

ضمانات أمنية

تقترح الخطة الأوروبية أيضاً حصول أوكرانيا على ضمانة أمنية من الولايات المتحدة، على غرار بند المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، وهو ما يعزز موقفها التفاوضي.

الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أكد أن هناك العديد من الخطط المطروحة، متضمنة أشكالاً مختلفة من المساهمات، مما يتيح بلورة خطة سلام تقود إلى سلام مستدام وعادل.

أولويات كييف الأساسية

المفاوض الأوكراني رستم عمروف اكتفى بالقول إن المسودة الجديدة للخطة الأميركية لإنهاء الحرب تتضمن معظم “الأولويات الأساسية” لكييف، بعد عدة جولات تفاوض في جنيف، واصفاً التعاون مع الولايات المتحدة بأنه “بنّاء”.

مسؤول أميركي أعرب عن أمل واشنطن في تسوية التفاصيل النهائية لصياغة اتفاق مفيد للأوكرانيين، مؤكداً أنه لن يتم الاتفاق على أي شيء حتى يجتمع الرئيسان ترامب وزيلينسكي معاً.

الخطة الأمريكية.. ارتباك وتساؤلات

أثار الإعلان عن الخطة الأميركية ارتباكاً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بالجهات المشاركة في صياغتها، حيث أشار حلفاء أوروبيون لأوكرانيا إلى أنهم لم يستشاروا بشأنها.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أوضح أن واشنطن هي من وضعت الخطة، وذلك عقب تصريحات من بعض أعضاء مجلس الشيوخ تشكك في ذلك، مؤكداً أنها تستند إلى إسهامات من الجانبين الروسي والأوكراني.

موقف روبيو من الخطة

أكد روبيو أن خطة السلام تُقدم بوصفها إطار عمل لمفاوضات جارية، وهي تستند إلى إسهامات من الجانب الروسي، إضافة إلى إسهامات سابقة ومستمرة من أوكرانيا.

تتضمن مسودة الخطة الأميركية مطالب روسيا الرئيسية، ولا تقدم لأوكرانيا سوى تطمينات “بضمانات أمنية قوية”، في لحظة حرجة تمر بها البلاد.

دور الاتحاد الأوروبي

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين شددت على أنه لا يمكن تغيير حدود أوكرانيا بالقوة، ولا يمكن ترك جيشها عرضة للهجوم، مشيرة إلى ضرورة أن يكون للاتحاد الأوروبي دور محوري في أي اتفاق سلام.

في ظل تحقيق القوات الروسية مكاسب على بعض جبهات القتال، وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة، تواجه أوكرانيا وضعاً صعباً يتطلب حلولاً دبلوماسية عاجلة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك