الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
spot_img

أمريكا تعلق جزئياً عقوبات قيصر على سوريا 180 يوماً

spot_img

في خطوة مفاجئة، علقت وزارة الخزانة الأميركية جزئياً العمل بقانون قيصر المفروض على سوريا لمدة 180 يوماً، تزامناً مع لقاء تاريخي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض. وتأتي هذه الخطوة لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، مع استثناءات محددة.

لقاء تاريخي في البيت الأبيض

شهد البيت الأبيض لقاءً بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترمب، في نهاية عام شهد تحولات كبيرة في المشهد السياسي السوري. يمثل هذا اللقاء ذروة جهود الشرع لإنهاء عزلة سوريا على الساحة الدولية.

الرئيس الشرع، الذي كان قائداً لفصيل معارض، قاد في نهاية العام الماضي للإطاحة بنظام عائلة الأسد الذي حكم البلاد لعقود.

مباحثات ثنائية وقضايا إقليمية

أفادت الرئاسة السورية بأن الرئيسين عقدا مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، وسبل تطويرها، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وصل الشرع إلى البيت الأبيض في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس سوري، بعد لقائهما الأول بوساطة سعودية في الرياض في مايو الماضي، حيث وعد ترمب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا.

دخول هادئ وتخفيف للعقوبات

وصل الرئيس السوري إلى البيت الأبيض دون مراسم استقبال رسمية، ودخل من مدخل جانبي بعيداً عن عدسات الصحفيين. يأتي هذا اللقاء بعد أيام من قرار واشنطن رفع اسم الرئيس السوري من قائمة الإرهاب.

تعليق قانون قيصر وتخفيف العقوبات

خلال اللقاء، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العمل بقانون قيصر لمدة 180 يوماً، مع استمرار التزام إدارة ترمب بتخفيف العقوبات عن سوريا. يستثني هذا القرار المعاملات مع روسيا وإيران، وما يتعلق بنقل التكنولوجيا أو الأموال والخدمات الروسية والإيرانية.

تسربت أنباء عن محادثات إيجابية بشأن رفع العقوبات المرتبطة بقانون قيصر، حيث تعهد ترمب بمنح سوريا فرصة للنجاح وجذب الاستثمارات وإعادة الإعمار وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

الكونغرس وإلغاء العقوبات

أشار مسؤولون إلى أن الرئيس ترمب سيعمل مع الكونغرس لإلغاء عقوبات قانون قيصر بالكامل خلال المرحلة المقبلة. وبعد انتهاء اللقاء، حيا الرئيس السوري أفراد الجالية السورية المتجمعين أمام البيت الأبيض.

دعم النمو الاقتصادي السوري

نقلت “فوكس نيوز” عن مسؤول أميركي أن الإدارة الأميركية ستحث الكونغرس على إلغاء قانون قيصر نهائياً لتمكين النمو الاقتصادي في سوريا. وتؤيد إدارة ترمب الإلغاء الكامل للقانون، وهو ما ينسجم مع إعلان الرئيس بشأن وقف العقوبات.

يرى المسؤول أن إلغاء قانون قيصر ضروري لتمكين الشركات الأميركية والإقليمية من العمل في سوريا. ستعلن وزارات الخزانة والخارجية والتجارة عن الإجراءات المتخذة لرفع القيود الاقتصادية وتوضيح قواعد الامتثال للمستثمرين.

عودة السفارة السورية إلى واشنطن

ستسمح الولايات المتحدة لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني والاقتصادي.

سوريا تنضم للتحالف الدولي

خلال الزيارة، ستعلن سوريا انضمامها إلى التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “داعش”، وستتعاون مع الولايات المتحدة في القضاء على فلول التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.

تحولات في المشهد السوري

تولى الشرع السلطة في سوريا نهاية العام الماضي، بعد هجوم خاطف قادته فصائل المعارضة المسلحة، وأطاحت بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.

منذ ذلك الحين، تشهد تحالفات سوريا تحولات مذهلة، بعيداً عن إيران وروسيا. وتتوسط الولايات المتحدة في محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل، وتخطط لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق.

“تقدم كبير” في الملف السوري

أكد ترمب للصحافيين أن “تقدماً كبيراً” تحقق في الملف السوري، وأنه متوافق مع الشرع بشكل جيد.

بعد لقاء الرياض في مايو الماضي، أعلن ترمب أنه سيرفع كل العقوبات المفروضة على سوريا، لكن العقوبات الأشد قسوة، “قانون قيصر”، لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونغرس.

دعوة لإلغاء قانون قيصر

يدعم البيت الأبيض ووزارة الخارجية إلغاء القانون قبل نهاية 2025، لكن إغلاق الحكومة الأميركية الحالي قد يؤثر على توقيت الخطوة. يناشد الشرع بقوة لإلغاء القانون، لتنشيط الاستثمارات العالمية في بلد أنهكته الحرب. يقدر البنك الدولي أن إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار.

شهد النسيج الاجتماعي السوري اختبارات صعبة، حيث أدت أعمال العنف إلى مقتل أكثر من 2500 شخص منذ الإطاحة بالأسد، مما عمق جراح الحرب الأهلية وأثار تساؤلات بشأن قدرة السلطة الجديدة على حكم جميع السوريين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك