واشنطن تمنح أوكرانيا ضمانات أمنية قوية شبيهة بتلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معربة عن ثقتها في قبول روسيا بهذا الاتفاق، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها اختراق نحو إنهاء الحرب الأوكرانية. تأتي هذه الخطوة بعد محادثات مكثفة جرت في برلين.
محادثات برلين الإيجابية
مسؤولون أمريكيون وصفوا المحادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين بالإيجابية. ومن المتوقع أن يجري الرئيس دونالد ترامب اتصالات بزيلينسكي وقادة أوروبيين للدفع بالاتفاق.
الضمانات الأمنية المقترحة ستكون مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تعتبر أي هجوم على أحد الحلفاء هجوماً على الجميع.
ضمانات أمنية مشددة
مسؤول أمريكي أكد أن الضمانات تستند إلى ردع قوي للغاية بحجم الجيش الأوكراني، مشيراً إلى أن هذه الضمانات ليست متاحة إلى الأبد، بل مرتبطة بالتوصل إلى حل نهائي.
ترامب كان قد استبعد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ورأى أن تطلعات كييف للانضمام هي سبب الغزو الروسي. لكن مسؤولاً أمريكياً آخر أعرب عن ثقته في قبول روسيا بالاتفاق، مؤكداً على متانة حزمة البروتوكولات الأمنية المقترحة.
مفاوضات شاقة
بعد جولتين من المفاوضات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، بقيت بعض النقاط الأساسية عالقة، وأهمها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في إقليم دونباس.
زيلينسكي أشار إلى وجود مواقف “مختلفة” بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكانية التنازل عن أراض لموسكو لإنهاء الحرب، مؤكداً أن التخلي عن دونباس يمثل خطاً أحمر.
الكرملين والناتو
الكرملين شدد على أن بقاء كييف خارج حلف “الناتو” يشكل “أساساً” في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن هذه المسألة تستوجب مباحثات خاصة، وأن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة إبلاغها بمبدأ المفاوضات في برلين.
وساطة فنلندية محتملة
وصول الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب إلى برلين أثار التساؤلات حول وساطة محتملة بين الوفدين الأمريكي والأوكراني. ستاب، المعروف بعلاقاته الجيدة مع ترامب، يعتبر من أشد المدافعين عن أوكرانيا والعارفين ببوتين.
ستاب التقى بالمبعوثين الأمريكيين قبل لقائه بزيلينسكي، ولم يتضح ما الذي نقله من الوفد الأمريكي إلى الوفد الأوكراني.
بوادر انفراجة
رغم الغموض المحيط بالوساطة الفنلندية، قال ستاب إننا أقرب إلى اتفاق سلام أوكراني من أي وقت مضى. وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، أوحى بأن المفاوضات لم تكن جادة من قبل كما هي الآن.
رئيس الوفد الأوكراني رستم أوميروف، كتب عن تحقيق “تقدم حقيقي” نحو اتفاق سلام دائم، مضيفاً أن الأميركيين “يعملون بشكل بناء” لمساعدة أوكرانيا.
دعم أوروبي لكييف
توافد الزعماء الأوروبيون إلى برلين لدعم أوكرانيا، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
يبدو أن القادة الأوروبيين يسعون إلى إقناع الطرف الأميركي بتقديم ضمانات أمنية واضحة لكييف والتوقف عن الضغط عليها للتخلي عن دونباس.
خلافات حول دونباس
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وصفت تسليم دونباس لروسيا بأنه “سيكون البداية” وبأن روسيا ستقرأ ذلك ضوءاً أخضر للاستيلاء على كامل أوكرانيا.
زيلينسكي رفض إنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح في دونباس، مقترحاً إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تتطلب انسحاباً متبادلاً للقوات.
أفكار واشنطن للسلام
واشنطن كانت قد اقترحت خطة سلام من 28 بنداً لإنهاء الحرب، لكن الوثيقة أثارت استياء كييف وشركائها الأوروبيين الذين اعتبروا أنها تتبنى الأفكار الروسية.
أسبوع حاسم في بروكسل
كالاس أكدت أن الأسبوع الحالي في بروكسل سيكون “حاسماً” بالنسبة لأوكرانيا وتمويل حربها مع روسيا. قادة الاتحاد الأوروبي سيتخذون قراراً بهذا الشأن في قمة يعقدونها قريباً.
المفاوضات بين الدول الأعضاء الـ 27 بشأن الأصول الروسية المجمدة مستمرة، لكنها “تزداد صعوبة”.
خيارات التمويل المتاحة
تدرس الدول الأعضاء استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل “قرض تعويضات” لأوكرانيا، إلا أن العديد من الدول الأوروبية تبدي تردداً في هذا الموضوع.
كالاس أوضحت أن توفير قرض لتمويل التعويضات هو الخيار الأكثر جدوى، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى نتيجة بشأن تمويل أوكرانيا.


