الجمعة 31 أكتوبر 2025
spot_img

أمريكا: تسريع مبيعات الأسلحة للحلفاء وتجارب نووية لإحياء الردع

spot_img

وزير الدفاع الأمريكي يعتزم إطلاق إصلاحات واسعة النطاق في منظومة مبيعات الأسلحة للحلفاء، في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة الإنتاج والتصدير، وترسيخ ما يشبه “اقتصاد التعبئة الدائمة” الذي نشأ في خضم الحرب الأوكرانية المستمرة. هذه الخطوة تأتي في إطار مسعى واشنطن لتعزيز الردع واستعادة ثقة الشركاء الذين يبحثون عن بدائل أسرع وأقل تعقيدًا.

مبيعات الأسلحة.. دفعة أمريكية

في سياق متصل، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البنتاغون للشروع في تجارب نووية للمرة الأولى منذ عام 1992، في قرار يهدف إلى إحياء مرحلة الردع النووي. تزامن هذا الإعلان مع قرب لقائه بنظيره الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية، ما أضفى على الخطوة طابعًا استعراضيًا ورسالة سياسية مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لمواكبة الصين وروسيا في سباق التسلح.

إصلاح منظومة التسليح

بالتوازي مع التصعيد النووي، يسعى وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى معالجة ما يصفه البنتاغون بـ “عنق الزجاجة” في منظومة تسليح الحلفاء. وتهدف الإصلاحات المقرر الإعلان عنها في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى نقل مسؤولية مبيعات الأسلحة من قسم السياسات إلى إدارة التعاقدات والتوريد.

هذه الخطوة تسمح بربط خطوط الإنتاج الأمريكية مباشرة بطلبات الحلفاء، وبالتالي تسريع الموافقات والإجراءات. الفكرة ليست جديدة، لكن الحرب في أوكرانيا أضفت عليها طابعًا ملحًا، خاصة مع تزايد الطلب الأوروبي والآسيوي على الأسلحة الأمريكية.

المنافسة في سوق السلاح

تواجه واشنطن خطر فقدان أسواقها التقليدية لصالح منافسين أسرع مثل كوريا الجنوبية وإسرائيل. بولندا، على سبيل المثال، اتجهت إلى شراء دبابات وطائرات من سيول بسبب الإجراءات الأمريكية البطيئة.

توحيد مسارات الإنتاج

يسعى هيغسيث لتقديم مشروعه بوصفه ثورة إدارية تهدف إلى “توحيد مسارات الإنتاج والبيع وتسريع تدفق السلاح للحلفاء في زمن الأزمات”. وتشمل الخطة إعادة هيكلة مكاتب المشتريات في الجيش الأمريكي وتحويلها إلى “محافظ” يشرف عليها مديرون جدد يرتبطون مباشرة بالقيادة العليا.

تهدف هذه التغييرات إلى اختصار البيروقراطية وزيادة الشفافية. ويرى النقاد أن الإصلاح يحمل بعدًا سياسيًا ينسجم مع توجه ترامب لجعل صادرات السلاح أداة نفوذ اقتصادي وجيوسياسي.

مبيعات قياسية للأسلحة

تشهد مبيعات الأسلحة الأمريكية ازدهارًا ملحوظًا، حيث تجاوزت 845 مليار دولار سنويًا، وهو رقم يقارب ميزانية الدفاع الأمريكية نفسها.

استراتيجية الردع الأمريكية

تتحرك إدارة ترامب ضمن منطق واحد: الرد على التحديات الروسية والصينية بمزيج من القوة المادية والرمزية. إعادة التجارب النووية لا تعني بالضرورة عودة الحرب الباردة، لكنها إشارة إلى عودة منطق “السلام عبر التفوق العسكري” الذي ميز الاستراتيجية الأمريكية في الثمانينات.

قياس النفوذ الأمريكي

يعكس إصلاح هيغسيث إدراكًا متزايدًا بأن النفوذ الأمريكي لم يعد يُقاس بعدد القواعد أو الاتفاقات، بل بسرعة التسليم وقدرة الإنتاج. الولايات المتحدة تواجه اختبارًا مزدوجًا: هل تستطيع الموازنة بين استعراض القوة وردع الخصوم دون إشعال سباق تسلح جديد؟

بناء الثقة مع الحلفاء

السؤال الآخر هو: هل ستنجح أمريكا في تحويل إصلاح سوق السلاح إلى أداة لبناء الثقة مع الحلفاء لا لإخضاعهم؟ الجواب سيحدد ملامح العقد المقبل من السياسة الأمريكية، بين الردع النووي والهيمنة الصناعية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك