في خطوة تصعيدية، استولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، في عملية تهدف إلى الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ويمثل هذا التحرك، الذي جرى في المياه الدولية، توسيعًا للعمليات الأميركية التي استهدفت سابقًا قوارب يشتبه في تهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ.
الاستيلاء على ناقلة نفط
تم الاستيلاء على السفينة “سكيبر” من قبل عناصر من خفر السواحل الأميركي، بدعم من البحرية ووكالات إنفاذ القانون، وذلك بموجب مذكرة مصادرة صادرة عن محكمة فيدرالية، للاشتباه في ارتباطها بجماعات إرهابية مدعومة من إيران.
وأثار هذا الإجراء تباينًا في وجهات النظر بين الخبراء القانونيين حول مدى قانونيته، وسط مخاوف من أن يكون ترمب يمهد الطريق لتدخل عسكري أوسع في فنزويلا.
ترمب يُعلّق درامياً
أعلن ترمب، بلهجة درامية، أن الولايات المتحدة استولت على “ناقلة كبيرة جداً… الأكبر على الإطلاق التي يتم الاستيلاء عليها فعلياً”.
ورغم أن الناقلة قد لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بالخلاف الحالي بين ترمب ومادورو، إلا أن توقيفها يعكس تصعيد اللهجة الأميركية تجاه نظام مادورو.
دلالات العملية سياسياً
يُنظر إلى هذه العملية في سياق الحشود البحرية الأميركية الضخمة في منطقة الكاريبي، والتي تعتبر جزءًا من محاولة لإجبار مادورو على التنحي أو دفع حلفائه للإطاحة به.
وتجعل تلك الحشود أي تسوية للأزمة لا تنتهي برحيل مادورو بمثابة انتكاسة للنفوذ الأميركي وضربة لهيبة ترمب.
مخاوف قانونية وحقوقية
تثار تساؤلات بشأن الضربات الجوية ضد قوارب يشتبه في تهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
وتؤكد الإدارة الأميركية أن استخدام القوة العسكرية ضد ما تسميهم “إرهابيي المخدرات” قانوني وضروري لحماية الأمن القومي.
انتقادات لحملة ترمب
تحذر منظمات حقوقية من أن استهداف القوارب ينتهك الإجراءات القانونية الواجبة بحق الضحايا، وقد يرقى إلى عمليات قتل خارج إطار القانون برعاية الدولة.
ويصعّد الديمقراطيون حملتهم لإجبار وزير الدفاع على تسليم فيديو الهجوم للكونغرس، وسط اتهامات بارتكاب “جريمة حرب”.
غموض الأهداف الأميركية
تأتي أنباء الاستيلاء على الناقلة في وقت لا تزال فيه أهداف ترمب في فنزويلا غامضة، ما يثير قلقًا بشأن إمكانية انزلاق البلاد إلى العنف وعدم الاستقرار في حال انهيار نظام مادورو.
ويرى محللون أن وجود قوة بحرية أميركية ضخمة قبالة السواحل الفنزويلية يضفي ثقلًا رمزيًا كبيرًا، ويجعل أي تسوية لا تنتهي برحيل مادورو انتكاسة للنفوذ الأميركي.
تحركات المعارضة الفنزويلية
في تطور آخر يفاقم الضغوط على نظام مادورو، خرجت زعيمة المعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، من البلاد متوجهة إلى أوسلو.
وقد يمنح ظهور ماتشادو في العلن خارج فنزويلا إدارة ترمب فرصاً جديدة لتسليط الضوء على قضيتها وتعزيز الزخم الدولي حولها.
حملة ضغط أميركية
أدانت حكومة كاراكاس عملية المصادرة، معتبرة أنها تكشف الدافع الحقيقي وراء حملة الضغط التي يمارسها ترمب، وهو السيطرة على ثروات البلاد الطبيعية.
وترى بيث سانر، المسؤولة السابقة في الاستخبارات الأميركية، أن مصادرة ناقلات النفط الفنزويلية “أمر طبيعي تماماً” ضمن الجهود الرامية لمنع النظام من نقل نفط خاضع للعقوبات.
تحذيرات من التصعيد
يعرب الديمقراطيون في الكونغرس عن قلقهم إزاء إمكانية التصعيد العسكري في فنزويلا، محذرين من أن هذه الخطوة قد تقود إلى حرب.
ويرى تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، أن خطاب ترمب ملتبس إلى درجة تجعل استشفاف نواياه الحقيقية أمرًا مستحيلًا.


