السبت 22 نوفمبر 2025
spot_img

أمريكا تخطط لمدن فلسطينية جديدة على حدود غزة

spot_img

تتسارع وتيرة العمليات الهندسية في محيط قطاع غزة، حيث تباشر فرق متخصصة بمسح وتجهيز مواقع استراتيجية، وذلك في إطار خطة أمريكية طموحة لإقامة مجمعات سكنية للفلسطينيين على الجانب الإسرائيلي من المنطقة الحدودية.

وتهدف هذه الخطوة إلى توفير ملاذ آمن للمدنيين وإبعادهم عن مناطق النفوذ التي تسيطر عليها حركة “حماس”، وفقًا لتقارير صحفية وإفادات لمسؤولين في المنطقة.

خطة الإعمار الأمريكية

تعتبر هذه المبادرة بمثابة اعتراف ضمني بصعوبة تحقيق هدف نزع سلاح “حماس” وإبعادها عن السلطة في المستقبل القريب، وهو ما كان يمثل جزءًا أساسيًا من خطة السلام الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب سابقًا.

وفي مسعى للحفاظ على زخم جهود السلام، تركز الولايات المتحدة على وضع خطط تفصيلية لما يسمى بـ”المجتمعات الآمنة البديلة”، والتي ستقام داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، والتي يشار إليها المسؤولون الأمريكيون بـ”المنطقة الخضراء”.

فرق هندسية متخصصة

يتمركز العمل الهندسي حاليًا في مركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل، حيث يقود الجيش الأمريكي جهودًا متعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في غزة ما بعد الحرب، ووضع تصور لمستقبل القطاع.

وتعمل فرق هندسية متخصصة على تطوير مخططات تفصيلية للبلدات الجديدة المقترحة، بالإضافة إلى إزالة الأنقاض والمخلفات الحربية غير المنفجرة، تمهيدًا لبدء عمليات البناء الفعلية.

مجمعات سكنية متكاملة

تهدف هذه التجمعات السكنية إلى توفير مساكن ومدارس ومستشفيات لسكان غزة الذين نزحوا جراء العمليات العسكرية الأخيرة، وذلك في انتظار إطلاق مشاريع إعادة إعمار أكثر استدامة على المدى الطويل.

ويأمل المسؤولون في أن تصبح هذه التجمعات نموذجًا يحتذى به في جهود إعادة الإعمار المستقبلية، وأن تسهم في جذب سكان غزة بعيدًا عن المناطق الخاضعة لسيطرة “حماس”.

رفح.. البداية

من المقرر أن يتم بناء أولى هذه التجمعات السكنية في مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، والتي شهدت تدميرًا واسع النطاق خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وتخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

ويؤكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون على أن خطة رفح لا تزال في مراحلها الأولى، وأن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل البدء في التنفيذ الفعلي.

تقسيم السيطرة

تشير التقديرات إلى أن السيطرة على قطاع غزة قد انقسمت إلى نصفين تقريبًا منذ أكتوبر الماضي، وذلك بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم بوساطة الرئيس ترامب.

ويعيش غالبية الفلسطينيين في النصف الغربي من القطاع، والذي لا يزال تحت سيطرة “حماس”، بينما تسيطر إسرائيل على النصف الآخر.

تمويل إعادة الإعمار

يرى مراقبون أن الاقتراح الأمريكي يمثل السبيل الوحيد لبدء عملية إعادة الإعمار في غزة، في ظل صعوبة إقناع المانحين المحتملين بتمويل المشاريع في المناطق التي تسيطر عليها “حماس”.

كما يثير العمل على الجانب الإسرائيلي من الحدود تساؤلات حول مدى استعداد المجتمع الدولي لتمويل هذه المشاريع.

تحديات أمنية

يبقى السؤال الأهم هو كيفية ضمان فحص سكان غزة الراغبين في الانتقال إلى التجمعات السكنية الجديدة، ومنع تسلل عناصر “حماس” إلى هذه المناطق.

وتشير تقديرات إسرائيل و”حماس” إلى وجود ما يقرب من 100 مسلح تابع للحركة لا يزالون متحصنين في أنفاق تحت مدينة رفح، وقد اشتبكوا بالفعل عدة مرات مع القوات الإسرائيلية.

تسليم المسلحين

تضغط الولايات المتحدة و”حماس” على إسرائيل للسماح للمسلحين بمغادرة المنطقة، في حين تطالب إسرائيل بتسليمهم لمحاكمتهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي أن 15 مسلحًا خرجوا من تحت الأرض شرق رفح على الجانب الإسرائيلي من الخط الفاصل، وأنه قتل ستة منهم واعتقل خمسة آخرين، بينما لا يزال البحث جاريًا عن الأربعة الآخرين.

تحصينات إسرائيلية

قامت إسرائيل بتحصين المنطقة الحدودية بقوات ودبابات وسواتر ترابية، مما يشير إلى أنها تتوقع البقاء هناك لفترة طويلة.

كما يقوم الجيش بإنشاء بنية تحتية للكهرباء والمياه لدعم التطورات على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

قوة دولية

تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على إنشاء قوة أمنية دولية لتأمين قطاع غزة، وقد حصلت هذا الأسبوع على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ومع ذلك، لا تزال الخلافات قائمة حول مسؤوليات هذه القوة، سواء كانت ستكلف بتنفيذ عمليات نزع السلاح، أو مجرد حفظ السلام.

جماعات مسلحة

من بين الأفكار المطروحة، استخدام جماعات مسلحة معارضة لـ”حماس” ومدعومة من إسرائيل لتأمين التجمعات السكانية الجديدة.

وتقوم هذه الجماعات بالفعل ببناء تجمعات سكانية داخل المنطقة الخضراء في غزة، حيث يعيش بالفعل مئات إلى بضعة آلاف من المدنيين.

دعم إسرائيلي

بدأت إسرائيل في دعم الجماعات المناهضة لـ”حماس” خلال حرب غزة، حيث زودتها بالأسلحة وغيرها من السلع، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية.

وتدخلت إسرائيل في بعض الأحيان لحماية هذه الجماعات من هجمات “حماس”، وفقًا لتقارير صحفية.

رؤية أمريكية

تستبعد الولايات المتحدة العمل مع هذه الجماعات في غزة، وتأمل في أن تتقلص المناطق التي تسيطر عليها “حماس” مع مرور الوقت وتختفي في النهاية.

وتقترح واشنطن أن تتولى قوة الاستقرار الدولية، بالتعاون مع الشرطة الفلسطينية، مسؤولية الأمن، بينما يشرف مجلس السلام على الإدارة المدنية وإعادة الإعمار قبل تسليم السيطرة إلى حكومة فلسطينية.

رفض “حماس”

ترفض حركة “حماس” نزع سلاحها، وتؤكد أنها تعارض الرؤية الأمريكية لغزة، بحجة أنها تقوض الحقوق السياسية الفلسطينية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك