السبت 13 سبتمبر 2025
spot_img

أمريكا تؤكد لأستراليا: اتفاق “أوكوس” قائم رغم المراجعة

spot_img

طمأن وزير الخارجية الأميركي مستشار الأمن القومي ونائب رئيس الوزراء الأسترالي باستمرار اتفاقية “أوكوس” لتزويد أستراليا بغواصات نووية، نافياً أي إلغاء رغم المراجعة الجارية من قبل البنتاغون. تأتي هذه التأكيدات في ظل قلق حلفاء واشنطن بشأن التزامها بأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

مراجعة “أوكوس” تثير قلق الحلفاء

صفقة “أوكوس” التي تقدر بمليارات الدولارات تهدف لتعزيز القدرات الدفاعية للحلفاء الغربيين في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد. الاتفاقية، التي أُعلنت في عام 2021، تقضي ببيع غواصات هجومية من طراز “فرجينيا” إلى أستراليا بداية من العقد الرابع من القرن الحالي.

لاحقاً، ستمتلك كانبيرا القدرة على بناء نسخها الخاصة بتقنية أميركية-بريطانية مشتركة. الغواصات النووية تمنح أستراليا قدرة على البقاء تحت الماء لأشهر، مع مرونة عالية في العمليات.

مخاوف من تراجع أمريكي

أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مراجعة للاتفاقية، بقيادة مسؤول السياسات في البنتاغون، وهو من المنتقدين لجدواها. أثارت هذه المراجعة مخاوف في أستراليا من احتمال تراجع الإدارة الأميركية عن هذا الالتزام.

تصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب أثارت الشكوك حول معرفته بتفاصيل الاتفاقية. لاحقا، أكد دعمه لها في لقاءات لاحقة، بما في ذلك خلال قمة مجموعة السبع.

رسالة واشنطن: المشروع مستمر

أكدت مصادر أن الرسالة الموجهة إلى أستراليا واضحة، وهي أن مشروع “أوكوس” لن يتوقف، حتى لو جرى تعديل الجداول الزمنية. الصفقة تواجه تحديات كبيرة على صعيد الإنتاج، حيث لا تنتج أحواض بناء السفن الأميركية سوى 1.3 غواصة من فئة “فرجينيا” سنوياً.

بينما يفرض الكونغرس بناء غواصتين سنوياً على الأقل، وافقت أستراليا على استثمار 3 مليارات دولار في الصناعة الدفاعية الأميركية لتسريع الإنتاج.

تطوير القدرات الدفاعية

أعلنت كانبيرا تخصيص 1.7 مليار دولار لتطوير أسطول من الطائرات المسيرة الهجومية تحت الماء، من طراز “غوست شارك”. هذه الطائرات ستكمل الغواصات النووية المرتقبة، في إطار برنامج “أوكوس” لتطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة.

التركيز سيتحول من الأبحاث بعيدة المدى إلى إنتاج أنظمة يمكن نشرها سريعاً، مثل الصواريخ الأسرع من الصوت والطائرات المسيّرة ذاتية التشغيل.

أهمية استمرار “أوكوس”

يتيح الاتفاق للولايات المتحدة وصولاً أكبر إلى موانئ أستراليا، مما يعزز انتشارها في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي. استمرار الاتفاقية يمثل اختباراً لمصداقية واشنطن الدولية.

أي تعثر قد يضر بثقة الحلفاء ويقوض قدرة الولايات المتحدة على موازنة النفوذ الصيني في المنطقة.

دعم الكونغرس للاتفاقية

تحظى “أوكوس” بتأييد واسع من الحزبين في الكونغرس الأميركي، حيث دعا مشرعون بارزون الإدارة إلى الحفاظ على التزاماتها. خلال زيارة وفد من الكونغرس إلى أستراليا، أكد النواب ضرورة إنهاء التوترات الناجمة عن الرسوم الجمركية ومراجعة البنتاغون.

مع دخول “أوكوس” مرحلة دقيقة من التنفيذ، تظل الرسالة الأهم من واشنطن إلى حلفائها: الشراكة مستمرة، والدفاع المشترك في مواجهة الصين أولوية قصوى.

اقرأ أيضا

اخترنا لك