الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
spot_img

ألماني من أصول مهاجرة رئيساً للاستخبارات الداخلية الألمانية

spot_img

في خطوة تاريخية، عينت ألمانيا سنان سيلين، وهو ألماني من أصول تركية، رئيساً لجهاز المخابرات الداخلية، ليصبح أول شخص من خلفية مهاجرة يتبوأ هذا المنصب الرفيع.

سيلين.. قصة نجاح

ولد سيلين في إسطنبول عام 1972، وانتقل إلى كولونيا في سن الرابعة مع والديه اللذين كانا يعملان في ألمانيا. ورغم عدم تركيزه على أصوله التركية وتخليه عن جواز سفره التركي، يعتبر تعيينه دلالة على التغير في ألمانيا، حيث يشكل المواطنون من أصول مهاجرة 30% من السكان.

وصفته صحيفة “مورغن بوست” البرلينية بأنه “مثال أساسي لنجاح المهاجرين”، مؤكدة أن “ألمانيا تغيرت”. وأشار المراسل السياسي ثورستن كنوف إلى أن الأصول المهاجرة أصبحت جزءاً طبيعياً من الهوية الألمانية، وأن الاجتهاد والالتزام بالقانون هما مفتاح النجاح.

خبرة واسعة ومعرفة ضرورية

أشاد رودريش كيسفتر، النائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، باختيار سيلين، مؤكداً أنه يمتلك الخبرة والمعرفة الواسعة اللازمة للمنصب.

شغل سيلين منصب نائب رئيس الاستخبارات الداخلية منذ عام 2019، وتولى مهام الرئيس بعد استقالة توماس هالدنفانغ. يمتلك سيلين خبرة تزيد عن 20 عاماً في الجهاز، حيث عمل في الحماية الشخصية للمستشار الأسبق غيرهارد شرودر، وتخصص في مكافحة الإرهاب.

تحديات ومسؤوليات جسام

يواجه سيلين تحديات كبيرة، أهمها إكمال إجراءات مراقبة حزب “البديل من أجل ألمانيا” وتصنيفه كحزب “يميني متطرف بشكل مؤكد”. هذا التصنيف يمنح الجهاز صلاحيات واسعة لمراقبة الحزب وجمع أدلة قد تؤدي إلى حظره.

بالإضافة إلى اليمين المتطرف، يظل ملف المتطرفين الإسلامويين على رأس أولويات سيلين، خاصة في ظل تزايد أعدادهم في ألمانيا، حيث ارتفع العدد من 27 ألفاً إلى أكثر من 28 ألفاً، وفقاً لتقرير المخابرات الداخلية الأخير.

مواجهة التهديدات الروسية

يسعى سيلين أيضاً إلى إعادة تركيز جهود المخابرات الداخلية على التهديدات الروسية، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر ألمانيا “هدفاً رئيسياً في أوروبا الوسطى”.

حذر سيلين من أن ألمانيا تواجه “طيفاً واسعاً من الأنشطة الروسية”، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي والتخريب المباشر، والتي تستهدف البنية التحتية الحيوية والسلطات المدنية والشركات الخاصة.

استقلالية القرار الألماني

يدعو الرئيس الجديد للاستخبارات الألمانية إلى استقلالية أكبر للمخابرات الألمانية عن المخابرات الأميركية، حيث تعتمد ألمانيا حالياً بشكل كبير على المخابرات الأميركية في الكشف عن تهديدات إرهابية خطيرة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك