السبت 20 سبتمبر 2025
spot_img

ألمانيا تدرس استبعاد فرنسا من مشروع المقاتلات الأوروبية

spot_img

تدرس ألمانيا إمكانية استبعاد فرنسا من مشروع مقاتلات الجيل القادم الأوروبية (FCAS) في ظل عدم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية السنة، مما يعكس تصاعد التوترات بين برلين وباريس حول هذا البرنامج الدفاعي الذي تصل تكلفته إلى حوالي 100 مليار يورو، وفقاً لمجلة “بوليتيكو”.

خلافات متزايدة

أُطلق مشروع FCAS في عام 2017 بدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة السابقة أنجيلا ميركل، ويهدف إلى استبدال مقاتلتي “رافال” الفرنسية و”يوروفايتر تايفون” بحلول عام 2040. المشروع يشمل حالياً الشركاء فرنسا وألمانيا وإسبانيا.

على الرغم من أن الخلافات المتعلقة بالبرنامج ليست جديدة، إلا أن القلق في برلين بشأن مستقبل المشروع يزداد، لا سيما مع سعي أوروبا لتعزيز قدرتها الدفاعية في مواجهة التهديدات الروسية.

وذكرت المجلة الأمريكية أن وزارة الدفاع الألمانية طرحت ملف المشروع خلال محادثات الأسبوع الماضي مع شركة Airbus، المسؤولة عن الجزء الألماني من تطوير المقاتلة.

بحث عن بدائل

أظهرت المحادثات “استياء” في برلين مما يعتبره المسؤولون الألمان محاولة من فرنسا لتعزيز دورها في المشروع، مما دفعهم لاستكشاف خيارات بديلة تشمل التعاون مع السويد أو بريطانيا، أو الاستمرار بالشراكة مع إسبانيا فقط.

وأكد مسؤول في البرلمان الألماني أن ممثلين عن القوات الجوية أطلعوا أعضاء البرلمان على آخر مستجدات البرنامج.

من جانبها، أعربت بوليتيكو عن قلقها بشأن حاجة البرلمان الألماني لاتخاذ قرار عاجل حول المقاتلة، محذرة من أن الإنتاج لم يبدأ بعد، ومن المرجح ظهور مشكلات غير متوقعة.

تسوية الخلافات

اتفقت باريس وبرلين في يوليو الماضي على محاولة تسوية الخلافات خلال فصل الخريف، للتوصل إلى قرار بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع، والتي تشمل تطوير نموذج أولي للمقاتلة.

فتح مجال المشروع أمام شركاء جدد قد يمثل تحولاً جذرياً في استراتيجيته، حيث تقود بريطانيا برنامجاً موازياً يسمى “برنامج القتال الجوي العالمي” (GCAP) عبر شركة BAE Systems.

على الجانب الآخر، لم تعد السويد جزءاً من برنامج GCAP، ولكنها قد تساهم في مشروع FCAS من خلال شركة Saab، المصنّعة لمقاتلة Gripen.

مشكلات هيكلية

تظهر النقاشات داخل ألمانيا حجم الغضب من الجمود الصناعي بين شركة Dassault، التي تقود الجانب الفرنسي، وشركة Airbus Defence & Space، حول مسائل القيادة وتقاسم التكنولوجيا.

يتجاوز مشروع FCAS تطوير مقاتلة جديدة، حيث يمثل نظام أسلحة متكامل يشمل طائرات مسيّرة ونظاماً سحابياً. من المقرر عقد اجتماع ثلاثي لوزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإسبانيا في أكتوبر المقبل.

تدور مناقشات حاليا حول تقاسم الأعمال داخل المشروع، والذي كان من المفترض أن يتم توزيعه بالتساوي بين الشركاء الثلاثة، ما يثير توتراً في الأوساط الألمانية.

جهود مشتركة

صرّح ستيفان كورنيليوس، المتحدث باسم المستشار الألماني، أن برلين وباريس تسعيان لتوحيد المواقف، مؤكداً أن موقف ألمانيا يركز على توزيع الأعمال والمهام إعمالا للعقد المبرم.

عُقدت محادثات بين المستشار الألماني ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حول آخر تطورات المشروع، حيث أبدوا رغبة في الإسراع في إيجاد حلول للمشكلات الحالية.

نفت السلطات الفرنسية التقارير عن سعي Dassault للحصول على حصة 80% من الأعمال، لكنها أكدت وجود حاجة لصلاحيات أوسع في اتخاذ القرارات لتعزيز كفاءة المشروع.

سباق مع الزمن

لم تتخذ برلين قراراً رسمياً بعد بشأن الخطط البديلة، لكن المسؤولين الألمان يركزون على ضرورة الإسراع في اتخاذ القرار.

تأتي هذه التطورات في سياق سياسي مضطرب في باريس بعد انهيار حكومة رئيس الوزراء السابق، حيث يُنظر إلى سيباستيان لوكورنو كالشخص القادر على دفع Dassault لإعادة التفاوض.

تختتم “بوليتيكو” تقريرها بالقول إن مستقبل المشروع قد يتأثر بشدة بمواقف لوكورنو، وإذا استخدم نفوذه لتحقيق تسوية مع Airbus، فقد يتقدم البرنامج، بينما أي دعم لمواقف Dassault المتشددة قد يدفع برلين لاستكشاف خيارات بديلة، سواء بالتعاون مع دول أخرى أو بشكل مستقل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك